طبيبة سورية تُتوج بجائزة دولية لإنقاذها أطفالًا في غوطة دمشق بسبب الحرب
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

طبيبة سورية تُتوج بجائزة دولية لإنقاذها أطفالًا في غوطة دمشق بسبب الحرب

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - طبيبة سورية تُتوج بجائزة دولية لإنقاذها أطفالًا في غوطة دمشق بسبب الحرب

الطبيبة السورية أماني بلّور
دمشق - العراق اليوم

أعلن المجلس الأوروبي في 15 يناير (كانون الثاني) الحالي عن منح جائزة «راوول وولنبيرغ» لعام 2020 إلى الطبيبة السورية أماني بلّور، وقالت الأمينة العامة للمجلس ماريا بيجينوفيتش بوريك، في بيان صحافي إن الدكتورة أماني «مثال ساطع على التعاطف والفضيلة والشرف في أداء واجبها المهني»، وأشارت إلى صعوبة العمل الطبي وسط استمرار العمليات العسكرية: «فالمستشفى أصبح منارة الأمل والسلامة للعديد من المدنيين المحاصرين، لقد أنقذت الطبيبة أماني أرواح العديد من الأشخاص، بمن فيهم الأطفال الذين عانوا من آثار الأسلحة الكيماوية».

والجائزة مُنحت للطبية أماني يوم أمس لدورها الكبير في إنقاذ المئات من الجرحى والمصابين خلال النزاع السوري، حيث كانت تدير مستشفى ميدانياً تحت الأرض بالغوطة الشرقية في ريف دمشق على مدار ست سنوات بين عامي 2012 و2018.

عندما أنهت الدكتورة أماني بلّور البالغة من العمر ثلاثين عاماً دراسة الطب البشري وتخرجت في جامعة دمشق منتصف 2012، كانت خططها المستقبلية واضحة تماماً. آنذاك كانت ترغب في التخصص بطب الأطفال وتحقيق حلمها لتصبح طبيبة أطفال ناجحة، لكن بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا ضد نظام الحكم ربيع 2011، تغير مسار حياتها وأخبرت عائلتها بأنها تريد أن تعمل «طبيبة ميدانية».

كانت أماني قالت لـ«الشرق الأوسط»، كيف التحقت بالمجموعات الطبية الميدانية بعد تحوُّل مسار الحراك المناهض إلى العسكرة وحمل السلاح، تستذكر تلك التفاصيل و«كأنها حدثت معها قبل قليل» وسيبقى يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) من عام 2012 تتذكره طوال حياتها، نظراً لأنه «كان أول يوم عمل لي كطبيبة ميدانية. وقتها داومت بمشفى السل في بلدتي كفر بطنا»، حيث عملت طبيبة ومساعدة جراح طوال سنوات الحصار المفروض على مسقط رأسها، ونظراً لتفانيها بالعمل ونجاحها على مدى 4 سنوات أصبحت مديرة المشفى نفسه تقود كادراً مؤلفاً من 100 طبيب وممرض ومتطوع، وتضيف قائلة: «نظراً لخبرتي وقدرتي على تحمل أعباء المسؤولية. كانت لدي تدابير لمواجهة التحديات كافة التي كنا نشكو منها يومياً».

وكفر بطنا إحدى بلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، وفقدت القوات النظامية سيطرتها على تلك المنطقة نهاية 2012. لكنها فرضت في العام التالي حصاراً محكماً خلّف كارثة إنسانية، وبسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية وغياب مشافٍ تخصصية أجبرت الكوادر الطبية والجراحين على اللجوء إلى بتر أحد الأطراف لإنقاذ حياة مصاب، وتقول أماني: «بات أمراً شبه طبيعي مشاهدة كثير من الأشخاص في الغوطة بيد واحدة أو رجل مقطوعة، كانت لحظات قاسية عندما تختار بين إنقاذ حياته أو بتر طرف»، ويصعب عليها نسيان وجوه الأطفال الذين تعرضوا لمثل هكذا عمليات، وتضيف: «كانت أسوأ اللحظات في حياتي عندما كنتً أشاهد طفلاً بريئاً يُبتر طرفه، ويكمل بقية عمره عاجزاً».

وشنت القوات النظامية بدعم من الطيران الروسي الحربي، هجوماً واسعاً على الغوطة الشرقية، واستهدفت آنذاك المشافي والنقاط الطبية، الأمر الذي شكل تحدياً للأطباء العاملين وقرروا نقله تحت الأرض والعمل في كهوف وملاجئ محمية، وتزيد أماني: «كان هناك طبيب جراحة عامة واحد فقط، وجراح عظمية واحد، وكنا نتعامل مع أكثر من 100 حالة يومياً على مدار 24 ساعة متواصلة».

وفي 16 مارس (آذار) 2018 ارتكبت قوات النظام السوري والطيران الروسي مجزرة في بلدة كفر بطنا راح ضحيتها 70 قتيلاً وخلفت مئات المصابين، إثر غارة جوية استهدفت تجمعاً للأهالي أثناء محاولتهم الهرب باتجاه معبر بلدة حمورية المجاورة، وبحسب إحصاءات الهيئات الطبية العاملة بالمنطقة وصل عدد الضحايا إلى 30 ألفاً قُتلوا بين عامي 2012 و2018.

وتسرد الدكتورة أماني لحظات ذاك اليوم، لتقول: «كانت هناك صعوبة كبيرة بنقل الجرحى للمشافي الميدانية جراء استمرار القصف العنيف، كانت تصل إلينا جثث متفحمة يصعب التعرف عليها»، يومذاك نقل نحو 200 جريح ومصاب بحالة حرجة إلى المشفى التي تديره أماني، ولفتت قائلة: «اكتظّت الغرف ومداخل وممرات المكان بالمصابين، كنا عاجزين عن تصنيف الأولوية بحسب درجة كل حالة، توفي كثير من الأشخاص أمام أعيننا، لا أستطيع نسيان صور وجوههم».

وتلعب الطبيبة أماني دور البطولة في فيلم «الكهف» للمخرج السينمائي فراس فياض، ومرشح لنيل جائزة الأوسكار، حيث أعلنت لجنة التحكيم في «مهرجان تورونتو السينمائي الدولي» لعام 2019، فوز الفيلم بجائزة اختيار الجمهور لأفضل فيلم وثائقي، إذ يوثّق الحياة اليومية لخمس طبيبات عملن في مشافي تحت الأرض، من بينها الدكتورة أماني.

وفي 24 مارس (آذار) 2018، خرجت أول دفعة من المدنيين والمقاتلين من مناطق سيطرة المعارضة جنوب الغوطة الشرقية، متجهة إلى محافظة إدلب شمال البلاد، من بينهم الدكتورة أماني. نقلت مشاعرها وكيف ركبت الحافلة الخضراء التي أقلتها من نقطة لا تبعد سوى أمتار قليلة من المكان الذي وُلِدت فيه وعملت طوال سنوات، تعبّر عن مشاعرها بعلامات غضب، وارتسمت حالة من القهر على وجهها لتقول: «سأتذكر هذا اليوم ما حييتُ. لم تكن لدي خيارات، إما القبول بحكم النظام والعيش تحت وطأة (البوط العسكري)، وإما الخروج للشمال السوري والعيش بكرامة».

وانتقلت أماني بعدها للعيش في مدينة إسطنبول التركية، لكنها لا تعلم متى ستعود إلى مسقط رأسها، غير أنها تسعى إلى تحقيق حلم مؤجّل بسبب عملها طبيبة ميدانية، واختتمت حديثها: «وضعت هدفاً واحداً، وهو إكمال دراستي للتخصص في طب الأطفال، حلمي المؤجل بسبب الحرب».

وقد يهمك أيضًا:

دراسة جديدة توضح سر شعور الفرد بالتوتر والاكتئاب والقلق

تحذيرات صينية من تأثير النوم الطويل على الصحة والدماغ

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبيبة سورية تُتوج بجائزة دولية لإنقاذها أطفالًا في غوطة دمشق بسبب الحرب طبيبة سورية تُتوج بجائزة دولية لإنقاذها أطفالًا في غوطة دمشق بسبب الحرب



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 01:07 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

بوسي تكشف أسرارًا جديدة في حياة نور الشريف

GMT 04:38 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

مجموعة من أفضل العطور الجذابة للرجال

GMT 01:01 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

ملك بدوي تؤكد أنها سعيدة بمشاركتها في "الطوفان"

GMT 15:28 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تعرف على سعر اليورو مقابل الدينار العراقي الإثنين
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq