القوة الأمنية المُشتركة تثير مخاوف أكراد العراق من العودة إلى كركوك
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

بالرغم من افتتاح جسر "آلتون كوبري" الذي يفصل بينها وبين "أربيل"

"القوة الأمنية المُشتركة" تثير مخاوف أكراد العراق من العودة إلى "كركوك"

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "القوة الأمنية المُشتركة" تثير مخاوف أكراد العراق من العودة إلى "كركوك"

كركوك
بغداد - العراق اليوم

"أرمانج".. هو شاب كردي عراقي من مدينة كركوك، لكنه يُقيم في مدينة أربيل بإقليم كردستان منذ عام 2017، بعدما أُجبر على النزوح من مدينته، حيث يُراقب أرمانج من داخل مستودع للمواد الكهربائية حيث يعمل، بثا مباشرا لافتتاح جسر "آلتون كوبري" الفاصل بين محافظتي كركوك وأربيل، ويقول": "بالنسبة لأكراد كركوك، فإن ما يمنعهم من العودة إلى المدينة ليس مجرد جسر، بل الطريقة التي تتعامل بها الأجهزة الأمنية والعسكرية معهم في المدينة".
وأصبحت الأوضاع في مدينة كركوك الغنية بالنفط، وعموم المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، في بؤرة الاهتمام بالعراق، بعدما عقد البرلمان العراقي اجتماعا استثنائيا لممثلي مكونات المحافظة، من أكراد وعرب وتركمان. وتم توزيع الدوائر الانتخابية في مناطق المحافظة بطريقة توافقية تمهيدا لانتخابات العام المقبل.
ومما عزز هذا الاهتمام الأنباء التي تتوارد حول نية الحكومة المركزية العراقية تشكيل قوة أمنية من أبناء المحافظة، بحيث تكون المكونات العرقية متساوية التمثيل بها، وفي هذا الصدد كشفت مصادر أمنية في وزارة الداخلية العراقية عن أن تشكيل تشكيل هذه القوة لا يزال في مراحله الأولى، وإن إتمام العمل بها يتطلب مناخا توافقيا، فالقوى السياسية العراقية، بالذات الممثلة لمحافظة كركوك، يجب أن تجمع على القبول بمثل هذا القرار.
وأضافت أن الأوضاع الأمنية مستقرة بحيث تتمكن القوة المنتظرة وحدها من ضبط الحالة الأمنية، من دون الحاجة إلى قوات اللواء العسكري التابع لرئيس الوزراء، الذي يدير الملف الأمني في المحافظة منذ عام 2017.
نزاع تاريخي
وكانت محافظة كركوك محل تنازع تاريخي بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق، ويعتبرها الدستور العراقي الذي صدر في عام 2005 واحدة من المناطق المتنازع عليها، ويرى أنها يجب أن تدار توافقيا بين الحكومتين، إلى أن يتم حل أوضاعها بشكل نهائي، حسب المادة 140.
لكن قوات البيشمركة الكردية سيطرت على محافظة كركوك أمنيا وعسكريا اعتبارا من صيف عام 2014، بطلب من رئيس الوزراء العراقي وقتئذ نوري المالكي، حينما كان تنظيم "داعش" الإرهابي يتمدد للسيطرة على كامل مناطق وسط العراق.
واستمرت الإدارة الكردية للملف الأمني في المحافظة إلى خريف عام 2017، حيث أجرى إقليم كردستان العراق استفتاء الاستقلال فهاجمت فرق من الجيش العراقي، مع ميليشيات الحشد الشعبي المدنية، وأخرجت القوات الكردية منها.
ومنذ ذلك الوقت، يتولى لواء عسكري تابع لرئيس الوزراء الملف الأمني في المدينة بالتعاون مع الحشد الشعبي، من دون أي تعاون مع قوات البيشمركة، وبالإضافة للملف الأمني، عزل رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي محافظ كركوك المنتخب من مجلس المحافظة، وعين آخر بدلا منه بقرار تنفيذي.
ولم يتمكن مجلس محافظة كركوك، الذي يسيطر عليه الكرد، من الاجتماع وانتخاب محافظ جديد، بسبب المضايقات الأمنية لأعضائه، وقالت بغداد حينها إن عزل المحافظ جاء لتأييده الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق.
ويتهم الأكراد والتركمان المحافظ المعين من الحكومة المركزية بأنه يقود عملية تعريب جديدة في المحافظة، خصوصا في المناصب الأمنية والمراكز الإدارية والأعمال الاقتصادية، حيث لاقت فكرة القوة الأمنية المشتركة المزمع تشكيلها ترحيبا من المواطنين التركمان في المدنية، إذ يقول طلعت توتنجي: "هذه القوة ستكون مكسبا لأبناء القومية التركمانية في المحافظة، لأن التركمان بقوا محرومين على الدوام من المراكز المهمة في الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة، وكانوا يتعرضون على الدوام لاضطهاد أمني".
ويضيف توتنجي أن "هذه القوة ربما تشكل نموذجا لحل جميع مشاكل المحافظة، بحيث يتم تقاسم المناصب والإدارات العليا عن طريق المثالثة بين مكونات المحافظة، مثلما تطالب القوى السياسية التركمانية منذ سنوات".

الأكراد قلقون
المواطنون الأكراد كانوا الأكثر توجسا من مثل هذه الخطوة، وكانت مخاوفهم تتوزع على 3 مستويات، حيث يشكل الكرد أكثر من نصف سكان المحافظة، وقد أثبتت جميع الانتخابات ذلك، وحدوث هذا التقاسم سيعني أن ذلك سيغدو عرفا في جميع المواقع والمؤسسات، الأمر الذي سيترجم على أن أي توافق تركماني عربي سيفضي إلى تهميش الكرد، وكذلك يخشى الأكراد من أن تتحول هذه القوة العسكرية إلى حل بديل عن جميع مشاكل المحافظة، التي حدد الدستور العراقي آلية حلها، كما أن هذه القوة قد تدفع الحكومة المركزية للاستغناء عن أي تعاون وتشارك واجب لها مع حكومة إقليم كردستان العراق لإدارة محافظة كركوك أمنيا.
إلا أن أكثر ما يثير مخاوف أبناء المحافظة من الكرد، هو حالة الفراغ التي يمكن أن يسببها انسحاب اللواء العسكري التابع لرئيس الوزراء من المحافظة، وما قد يتركه ذلك من فرصة استثنائية للحشد الشعبي ليسيطر فعليا على الكثير من المواقع والمؤسسات، كما قد لا يتمكن أي من مهجري المحافظة من الأكراد من العودة إلى مناطقهم الأولى.

 وقد يهمك أيضا

 

مدير عام تربية كركوك يتاجر بالمناصب مقابل الرشاوى

الاستخبارات العراقية تعلن القبض على خمسة من داعش في كركوك

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوة الأمنية المُشتركة تثير مخاوف أكراد العراق من العودة إلى كركوك القوة الأمنية المُشتركة تثير مخاوف أكراد العراق من العودة إلى كركوك



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 01:07 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

بوسي تكشف أسرارًا جديدة في حياة نور الشريف

GMT 04:38 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

مجموعة من أفضل العطور الجذابة للرجال

GMT 01:01 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

ملك بدوي تؤكد أنها سعيدة بمشاركتها في "الطوفان"

GMT 15:28 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تعرف على سعر اليورو مقابل الدينار العراقي الإثنين

GMT 00:35 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

ريهام عبدالغفور تنتهي من تصوير مشاهدها في "سوق الجمعة"

GMT 02:04 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف تأثير انقراض الديناصورات على الثدييات

GMT 09:49 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

20 معلومة مهمة عن سيارة "تسلا إكس" الكهربائية

GMT 06:30 2015 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

حفل زفاف جماعي لـ250 مقاتلًا من الحشد الشعبي العراقي
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq