ساحة الحبوبي في ذي قار تُنافس التحرير وسط بغداد في إدامة زخم الاحتجاجات
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

ترصد الأجواء في معقل الحراك بمدينة الناصرية جنوب العراق

ساحة الحبوبي في "ذي قار" تُنافس "التحرير" وسط بغداد في إدامة زخم الاحتجاجات

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - ساحة الحبوبي في "ذي قار" تُنافس "التحرير" وسط بغداد في إدامة زخم الاحتجاجات

الاحتجاجات في بغداد
بغداد ـ العراق اليوم

تقع ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار الجنوبية على بعد أمتار قليلة شرق نهر الفرات الذي يشطر المدينة إلى شطرين، وهي من هذه الزاوية تشبه ساحة التحرير وسط بغداد، لكن الأخيرة تقع شرق نهر دجلة وليس الفرات وعلى نفس المسافة تقريباً.

من حيث المساحة، فإن «التحرير» أكبر من «الحبوبي»، ومع ذلك، وبرغم المسافة الطويلة التي تبعد بين المدينتين نحو (350 كيلومتراً)، وبرغم الفوارق الطبيعة بينهما، من حيث المساحة وعدد السكان (بغداد نحو 8 ملايين، الناصرية نحو 500 ألف) والموقع والأهمية السياسية، فإن الناصرية وساحتها، حيث مركز الاحتجاجات الجماهيرية التي انطلقت في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وما زالت مستمرة، لعبت دوراً حاسماً في إدامة زخم الاحتجاجات ولا يبعد دورها كثيراً عن الدور الحاسم الذي لعبته بغداد. وفي مرحلة من مراحل الصراع مع السلطات وقواتها الأمنية وفصائلها المسلحة، مثلت الناصرية وساحة الحبوبي نموذجاً لتحفيز جماعات الحراك في بقية المحافظات وحثها على الاستمرار. وإذ حدثت اشتباكات عديدة بين المحتجين في بغداد وقوات الأمن ذهب ضحيتها آلاف الجرحى والقتلى، فإن ساحة التحرير لم تتعرض إلى عملية اقتحام مباشرة من قبل قوات الأمن كما حدث مع ساحة الحبوبي نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وذهب ضحيتها نحو 35 قتيلاً وأكثر من 200 جريح. كذلك تعرضت ساحة الحبوبي الشهر الماضي إلى هجوم من عناصر ميليشياوية انتهت بقتلى وجرحى وإحراق الخيام من قبل المهاجمين في مسعى لفض الاعتصام فيها، مما دفع المعتصمين إلى بناء خيام جديدة.

وثمة فرق آخر بين المتظاهرين في ساحة الحبوبي وعموم المتظاهرين في محافظة ذي قار عن نظرائهم في بغداد، يتمثل بعمليات الحرق التي قاموا بها وطالت مقرات الأحزاب والفصائل المسلحة والحشد الشعبي.

وبحسب الناشطين والإحصاءات الرسمية، فإن أكثر من 120 قتيلاً وألفي جريح سقطوا في مظاهرات الناصرية وساحة الحبوبي منذ انطلاق الاحتجاجات في أكتوبر الماضي.

سميت ساحة الحبوبي نسبة إلى رجل الدين والشاعر محمد سعيد الحبوبي الذي قاد الثوار ضد الاحتلال البريطاني للعراق مطلع القرن الماضي، وتقع في الشطر الجنوبي من الناصرية، ويربطها جسر الحضارات بشطر المدينة الغربي.

أما مدينة الناصرية فتأسست في القرن التاسع عشر على يد الشريف الحجازي ناصر الأشكر باشا السعدون، وتقع فيها مدينة أور (2001 قبل الميلاد) التاريخية مهد الحضارة السومرية وأرض النبي إبراهيم.

ورغم التاريخ الحضاري الحافل والطاقات البشرية والمادة (فيها حقول نفط) الموجودة في محافظة ذي قار، فإن نقص الخدمات وانهيار البنى التحتية في الناصرية وغيرها من الأقضية والنواحي التابعة للمدينة مشهد لا تخطئه عين الزائر لها، الأمر الذي يبرر إصرار الحراك الاحتجاجي هناك على مواصلة نهجة والتمسك بأهدافه المتمثلة بإزالة أسباب التعثر والفشل التي رافقت العملية السياسية منذ 2003. المتمثلة بسيطرة الأحزاب الفاسدة والميليشيات المسلحة على مقدرات البلاد، كما يؤكد غالبية الناشطين الذين تحدثت معهم «الشرق الأوسط» في ساحة الحبوبي.

توجد في ساحة الاعتصام ومقترباتها أكثر من 200 خيمة، تضم طيفاً واسعاً من الانتماءات الاجتماعية والمهنية والعشائرية. ويقول الناشط رعد محسن الغزي، إن «جميع الشرائح الاجتماعية في المحافظة ممثلة في الساحة ولها خيام اعتصام خاصة، هناك الطلبة والمحامون والأطباء والمثقفون وممثلون عن الاقضية والنواحي والعشائر». ويضيف أن «الساحة لا تخلو من النشاطات الفنية والأدبية على غرار ما هو موجود في ساحة التحرير في بغداد وبقية المحافظات. لدينا معرض دائم لصور الضحايا، ولدينا مسرح قدم أكثر من عشرة عروض، كذلك قمنا بافتتاح إذاعة الحبوبي الداخلية».

ويشير الغزي إلى أن «الساحة تشهد ذروة الاحتجاجات في يومي الجمعة والأحد بعد التحاق الطلبة، وفي الأيام العادية تأتي للساحة بعد فترة الظهيرة أعداد غفيرة من النواحي والأقضية التابعة للمحافظة بشكل شبه منتظم، يرفعون شعارات ويرددون هتافات ضد السلطة وأحزابها». ويؤكد أن «غالبية المعتصمين في ساحة الحبوبي يرفضون تكليف محمد توفيق علاوي لرئاسة الوزراء، مثلما يرفضون أي مرشح حزبي لا تنطبق عليه الشروط والمواصفات التي وضعتها ساحات الاحتجاجات في المحافظات المنتفضة».

قد يهمك أيضًا

الاستخبارات العراقية تعلن توقيف 3 متطرفين من "داعش" جنوب الموصل

العراق تؤكد ان تظاهرات طلابية ودعوات للكشف عن المعتدين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساحة الحبوبي في ذي قار تُنافس التحرير وسط بغداد في إدامة زخم الاحتجاجات ساحة الحبوبي في ذي قار تُنافس التحرير وسط بغداد في إدامة زخم الاحتجاجات



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 01:07 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

بوسي تكشف أسرارًا جديدة في حياة نور الشريف

GMT 04:38 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

مجموعة من أفضل العطور الجذابة للرجال

GMT 01:01 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

ملك بدوي تؤكد أنها سعيدة بمشاركتها في "الطوفان"

GMT 15:28 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تعرف على سعر اليورو مقابل الدينار العراقي الإثنين

GMT 00:35 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

ريهام عبدالغفور تنتهي من تصوير مشاهدها في "سوق الجمعة"

GMT 02:04 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف تأثير انقراض الديناصورات على الثدييات
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq