دعوات إلى «جبهة مسيحية» في لبنان تواجه «استفراد» التيار
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

دعوات إلى «جبهة مسيحية» في لبنان تواجه «استفراد» التيار

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - دعوات إلى «جبهة مسيحية» في لبنان تواجه «استفراد» التيار

جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني
بيروت - العرب اليوم

بدأ الصراع السياسي في الشارع المسيحي اللبناني يأخذ أبعاداً مختلفة، ويشقّ طريقه نحو اصطفافات جديدة، تمهّد لبناء «جبهة سياسية» في مواجهة ما تسميه بعض القوى «استفراد» التيار الوطني الحرّ ورئيسه جبران باسيل بالقرار المسيحي، وتتهمه بشنّ «حرب إلغاء سياسية» ضدّها لتثبيت معادلة الحزب الحاكم.

ومع تنامي حركة الاعتراض المسيحية ضدّ هذا الواقع، تقدّم الأحزاب الوازنة، من «القوات اللبنانية» إلى حزب «الكتائب اللبنانية» وتيّار «المردة» مقاربتها للواقع، كلّ على طريقته، لكنّ هذه المقاربات تتفق على وضع «خطوط حمراء» أمام استفراد جبران باسيل وفريقه بلبنان، وعدم القبول بإدارة البلد كأنه شركة خاصة.

وشدد عضو كتلة «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب زياد حوّاط، على أن «لبنان لا يحكم إلا بتوافق جميع أبنائه، وبمشاركة الجميع»، منبّهاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «البلد يمرّ بمرحلة خطيرة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً، ويجب التخلّص من فكرة أن (العهد) عبارة عن فريق يحكم البلد وحده». وقال حوّاط: «لا نريد تعميق الشرخ المسيحي، لكننا بالتأكيد سنعمل على إيجاد أرضية تساعد في إنقاذ لبنان وتأمين حياة كريمة لأبنائه»، مؤكداً أن «لغة الفوقية التي تستخدم ضدنا مرفوضة، والنبرة العالية لا تخيفنا».

وما زاد من رغبة هؤلاء بتشكيل حالة سياسية قادرة على مواجهة هذا المدّ، مواقف باسيل التي أطلقها في مقابلته التلفزيونية يوم الخميس الماضي، التي «قدّم فيها نفسه كمقرر عن الآخرين»، على حدّ تعبير القيادي في حزب «الكتائب اللبنانية» النائب السابق إيلي ماروني، الذي رأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما يحصل يستوجب قيام جبهة سياسية لمواجهة حكم الحزب الواحد»، مؤكداً أن «ما يميّز الساحة المسيحية منذ الاستقلال حتى الآن هو التعددية، لكن للأسف نرى اليوم سياسة الاستفراد من التعيينات في المؤسسات العسكرية والأمنية والإدارية، وصولاً إلى الحكومة، والإمساك بالقرار المسيحي داخل السلطة». وقال ماروني «هذا الفريق (التيّار الحرّ) يتناسى أن 55 في المائة من اللبنانيين لم ينتخبوا، لأنهم غير مؤمنين بالسياسات المتعبة».

توصيف الحالة المسيحية بمنظار «الكتائب»، يتطابق مع قراءة «المردة» لهذا الواقع، إذ عبّر القيادي في تيّار «المردة» النائب السابق كريم الراسي، عن أسفه، لأن «الحقد يعمي عيون بعض المسيحيين الذين يدمّرون الواقع المسيحي برمته، ويخلقون شرخاً مع الطرف المسلم الذي لا نستطيع أن نبني وطناً، إلا بالشراكة معه». وقال الراسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف هناك مسيحيون (التيار الوطني الحرّ) يعيشون تحت سلطة (حشيشة الطائفية)، وكلّما خسروا في السياسة يحتمون بالطائفة». وسأل: «أليس غريباً أن (التيّار) هو الطرف الوحيد الذي ليس لديه حليف مسيحي واحد، ويناصب المسيحيين العداء».

وتحمّل الأحزاب اللبنانية، خصوصاً المسيحية منها، فريق رئيس الجمهورية ميشال عون، مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة، ووضع العراقيل أمام الرئيس المكلّف سعد الحريري، وأشار القيادي «الكتائبي» إيلي ماروني، إلى أن «الأمل الذي أعطاه الحريري بإمكان تشكيل الحكومة خلال عشرة أيام، بدده باسيل في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، وأعادنا إلى مربّع التشاؤم». وقال: «بات واضحاً للبنانيين من الذي يعرقل تشكيل الحكومة، من أجل احتكار القرار المسيحي، وكأنه يقول الأمر لي». وشدد ماروني على أن «خلق الجبهة السياسية بات أمراً واجباً، مع كلّ من يشبه خطابنا، لمواجهة حرب الإلغاء السياسية على الساحة المسيحية»، لكنه أشار إلى «ظروف تؤخر إنشاءها، لأن بعض الفرقاء المسيحيين ينتظرون إلى ما بعد تشكيل الحكومة، وكل فريق يحاول تعزيز حصته الوزارية، وكأن البلد قالب حلوى يتقاسمه أهل السلطة، وكأن لا قيمة لوطن ينهار ومواطن وصل إلى أسوأ حالة، ولا قيمة لنصف اللبنانيين الذين لم يشاركوا في الانتخابات». ورأى أنه «في كلّ دول العالم عندما تختلف القوى على تشكيل السلطة، تذهب إلى انتخابات مبكرة لخلق توازنات جديدة».

وينتظر عقد لقاء قريب بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس تيّار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، يؤسس لمصالحة بينهما، تطوي صفحة الصراعات التاريخية بين الطرفين. ويؤكد النائب السابق كريم الراسي، أن «التقارب بين (المردة) و(القوات) عامل إيجابي، وقد يكون هناك لقاء قريب بين جعجع وسليمان فرنجية الذي يبقى بيته مفتوحاً للجميع، ويرحب بكل القوى التي تتحاور معه». وإذ شدد الراسي على «أهمية بناء تحالف مسيحي عريض لمواجهة هذه الهجمة الإلغائية»، رأى أن «المرجعية الوحيدة التي يمكنها أن تجمع المسيحيين تحت عباءتها، هو البطريرك الماروني (بشارة الراعي)، الذي مارس هذا الدور خلال فترة معينة». وأشار إلى أن «مصلحة المسيحيين جميعاً أن يتفقوا على وضع خطوط حمراء لا تسمح لأي حزب أو مكون أن يتخطاها، ونحن نحتاج إلى استعادة ثقة المسيحيين ببلدهم ودولتهم».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوات إلى «جبهة مسيحية» في لبنان تواجه «استفراد» التيار دعوات إلى «جبهة مسيحية» في لبنان تواجه «استفراد» التيار



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 07:11 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

تعرَّف على مميزات " زوتي Z100 " و"سوزوكي ألتو"

GMT 19:36 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مقتل أم حامل بعد اتهامها أهل زوجها باغتصابها في الحسكة

GMT 12:15 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

فيلم "الخلية" تركيبة فنية متكاملة

GMT 14:13 2014 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

إفتتاح حديقة "الكلاكلات" الكبرى في السودان نيسان المقبل

GMT 08:00 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يقدم مليون يورو لبلدة فرنسية

GMT 20:15 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

حركات يعتبرها الزوج مثيرة ولكنها تزعج المرأة

GMT 00:33 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أفكار لحديقة الزهور ولمسة من الجمال

GMT 16:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

ضبط هارب من 102سنة سجن و5ملايين جنيه بالقاهرة

GMT 23:39 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أمطار غزيرة تحول جسرًا إلى شلال مذهل في إيطاليا

GMT 01:59 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أزمة السيولة في السودان تنعش الدفع الإلكتروني

GMT 01:00 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

جدة لا تزال تمارس "الجمباز" بعمر 84 عامًا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq