المدينة الضائعة لحظات انفجار بيروت في مجسم فني
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

"المدينة الضائعة" لحظات انفجار بيروت في مجسم فني

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "المدينة الضائعة" لحظات انفجار بيروت في مجسم فني

لحظات انفجار بيروت في مجسم فني
بيروت - العراق اليوم

قلة من اللبنانيين تملك فكرة واضحة ووافية عن فن صناعة المجسمات المعروفة بـ«دايوراما». حتى أن محترفي هذا الفن في لبنان الذي يستخدم عادة لتوثيق مشاهد تاريخية وعسكرية لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. فهذا الفن الرائج في الخارج ولديه أربابه، عادة ما يستعان به في أعمال مسرحية وأخرى ثلاثية الأبعاد. كما يشتهر عرضه في المتاحف ضمن نماذج منمنمة تنقل تفاصيل قطعة أو قلعة أو معلم أثري.في لبنان اختار كل من وسام زغلول وعماد أبو أنطون الرائدين في هذا الفن تقديم تحية لبيروت توثق لحظة انفجار المرفأ في 4 أغسطس (آب) الفائت. أما فنسانت عواد فكانت مهمته تصوير المجسم في فيلم قصير متابعا مجريات تنفيذه لحظة بلحظة. ويقول هذا الأخير : إن «أهمية هذا المجسم تكمن في نقله لحظة الانفجار بكل تفاصيلها متخذا من إهراءات المرفأ محوره الأساسي». ويتابع: «كي لا ننسى هذه الكارثة وتبقى محفورة في ذاكرتنا مهما مر عليها من وقت، قررنا إقامة هذا المجسم الذي هو بمثابة نصب تذكاري. نتوقع أن يعرض أمام مستشفى مار جاورجيوس في الأشرفية أو أحد مراكز الدفاع المدني. فالمكانان لهما رمزيتهما في انفجار بيروت، الأول كونه أصيب بدمار كبير والثاني قدم شهداء من عناصره».

ويرى فنسانت عواد أن المجسم صنع بطريقة احترافية كبيرة واستعين بمواد محلية وخارجية لتنفيذه، واستغرق نحو شهرين من العمل اليومي لإنهائه. ويتابع: «لقد أخذ منفذاه عينات من مسرح الكارثة للاستعانة بها في هذا العمل. وإذا ما نظرنا إلى المجسم الذي تتصدره إهراءات المرفأ المدمرة وفجوة استحدثها الانفجار أمامه وفي مياه البحر، نلمس مدى حقيقته. فهذه الديوراما صنعت ونفدت بقياسات منمنمة ومدروسة توحي لمشاهدها بأنها واقعية».ينقل المجسم دقة في التفاصيل تشمل الجدران الإسمنتية الضخمة للإهراءات وحبوب القمح التي لفظت أنفاسها لقوة الانفجار. وكذلك نلاحظ لون التراب الذي يغطي أرض الكارثة ومياه البحر العكرة وتفاصيل صغيرة أخرى، عمل وسام زغلول وعماد أبو أنطون على نقلها بحذافيرها لتوثق اللحظة المجنونة.

ويقول وسام زغلول في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه بعيد الانفجار بدقائق قليلة توجه إلى مرفأ بيروت كونه يعمل كمسعف، وشهد عن قرب كل الدمار الذي خلفه وراءه. ويضيف: «الصعوبة في تنفيذ المجسم كانت نفسية أكثر مما هي عملية. فأن تنقل مشهدا كارثيا بكل تفاصيله وتعود لتعيش اللحظة تلك هو أمر يصيبك بألم كبير. صحيح أن دايوراما «المدينة الضائعة» هو عمل فني بامتياز، ولكنه من ناحية ثانية كان بمثابة علاج نفسي غير مباشر تلقيته وزميلي عماد أبو أنطون. فلقد أخرجنا كل كمية الحزن المدفونة في أعماقنا وقلبنا يبكي على بيروت».

ويشير زغلول إلى أن الدايوراما ينفذ على قاعدة تصغير المشهدية 200 مرة أكثر من واقعها. ويبلغ ارتفاع دايوراما «المدينة الضائعة» نحو 80 سنتيمترا بعرض متر ونصف، وعمق 80 سنتيمترا. ويعلق في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا يشهد هذا الفن رواجا كبيرا في لبنان، ولكن هناك أشخاصا محترفين يجيدونه وبينهم زميلي عماد أبو أنطون الذي يستعان به كحكم دولي في معارض خاصةً بفن الـ«دايوراما».جرى استخدام عدة مواد لتنفيذ «المدينة الضائعة» وبينها أنابيب بلاستيكية ومعدات من الجص ومادة الـ«فوم» إضافة إلى أسلاك حديدية. ويعلق وسام زغلول في سياق حديثه: «بعض المواد التي استخدمناها موجودة في لبنان فيما أخرى هي مستوردة كمادة الـ«ريزين» والـ«ريزين أكليريك». وهي مواد كانت ضرورية لنا لتصوير البحر ومياهه العكرة فيبدوان حقيقيين. حتى نسيج وملمس المواد التي استخدمناها لتجسيد الإهراءات كانت خاصة ومميزة كي تبدو واقعية تشبه إلى حد كبير الأصلية منها. والأمر نفسه طبقناه على طبيعة ذرات التراب وحبيبات القمح والردميات والتي بإضفاء تقنية الـ«باينت أويل» (طلاء خاص) استطعنا تزويد المجسم بالنبض».

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

تشكيلية تنفذ "مجسم الحارة الحجازية" بتفاصيل دقيقة في السعودية خلال 180 ساعة

تصميم مجسم ضوئي عن الإنسان يمكن استخدامه في مواقف متنوعة

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدينة الضائعة لحظات انفجار بيروت في مجسم فني المدينة الضائعة لحظات انفجار بيروت في مجسم فني



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 23:13 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

ريم البارودي بإطلالة جريئة تشبه "مارلين مونرو"

GMT 00:30 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

سيمون تكشف كواليس تحضير "الكبريت الأحمر"

GMT 17:34 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

مخرج فيلم "العفاريت" يكشف عن بنت "ماما مديحة"

GMT 13:32 2018 السبت ,03 شباط / فبراير

مجتمع لا يعرف الخوف!!!

GMT 03:48 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

شابة في أستراليا تشعل مواقع التواصل بصور مغامراتها

GMT 12:36 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"سيلفى مع الموت" يشارك في مهرجان أربيل الدولي في العراق

GMT 23:44 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

منة فضالي تغضب جمهورها بسبب صورة بدون بنطلون

GMT 16:38 2017 الجمعة ,29 أيلول / سبتمبر

شاهيناز بلعيد تتألق في فستان أسود كلاسيكي وبسيط

GMT 16:16 2013 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

العلاج بالتغذية صيدليَّة متكاملة لشفاء حقيقيٍّ

GMT 22:25 2015 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الخال في دمشق بطل من ابطال خاتون

GMT 21:02 2017 الإثنين ,05 حزيران / يونيو

رونالدو على غلاف لعبة "فيفا" 2018 للمرة الأولى

GMT 02:12 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

سمكة قرش عملاقة تسبح بسلام مع غواصين في هاواي

GMT 19:03 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

مضمار جبل علي يُنظّم سباقًا للخيول يحمل اسم "ديرة"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq