أخونة الدولة

أخونة الدولة

أخونة الدولة

 العراق اليوم -

أخونة الدولة

بقلم - شيرين قسوس

 في الآونة الاخيرة، عند متابعتي للنقاشات التي تدور بين الافراد في مواقع التواصل الاجتماعي أرى أن الكثير من الناس يستخدمون مصطلح “الآخر”، بين دعوة لقبول الآخر ودعوة معاكسة تحرض على رفض الآخر !! سألت نفسي سؤال: من هو الآخر ؟! من هو ذلك الآخر الذي ينبغي علي قبوله او رفضه ؟! إن هذا المصطلح جديد بالنسبة لي فأنا لم أنشأ على قبول او رفض “آخر” وإنما نشأت على فكرة قبول او رفض “الإنسان” بحسب إنسانيته فقط !!

ماذا يحصل لوطني الحبيب ؟!

إن دين الدولة بحسب ما هو منصوص بالدستور الاردني هو “الاسلام”، ومع ذلك فإن وطني الحبيب مدني منذ النشأة، نعم هو مدني محافظ على الشرعية والكنسية المطلقة بآن واحد؛ فكما يوجد محاكم شرعية ومحاكم كنسية هناك أيضا قوانين مدنية وضعية أوجدها نخبة من الخبراء لتحفظ العدل بين الناس !! ماذا لو طورنا تلك القوانين المدنية وجعلناها تقدمية عصرية ؟! فإن تطويرها سيؤثر بشكل إيجابي على النسيج الوطني ككل وليس كجزء ولن تلغي “الآخر” كفرد؛ وانما تلغيه كمفهوم أطلق للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد !!

منذ حوالي السنة أطلق حزب تحت اسم “التحالف المدني”، وقد حورب من عدة جهات وافراد وايضا بحملات اعلامية، مع انه حزب يعكس صورة متحضرة عن مجتمع يعاني الكثير من الفساد !! ولربما يكون هذا الحزب هو بذرة الاصلاح الاولى لما يعاني منه مجتمعنا الحبيب، فهو حزب يضم “الآخر” كفرد وشريك بالهوية الوطنية، ولربما ينشىء مفهوم جديد لمصطلح “الإخوان” غير مرتبط بمعتقد معين؛ وانما يرتبط بربط جميع افراد المجتمع بكل أطيافه بمحبة وإنسانية تحت ظل الراية الهاشمية، مما يقوي ويعزز من تكافلنا الاجتماعي وإنتمائنا وترابطنا وتقدمنا نحو بناء مجتمع متحضر عصري وعادل، فنحن جميعنا “إخوان” بالانسانية اولا و من ثم بالوطنية وبمحبتنا لهذا الوطن.

لقد سبق لأحدهم ان قال: “اجتمع أعداء الدين بحزب !”، و قد اضحكتني تلك المقولة بل واحزنتني كثيرا بنفس الوقت، فكيف يمكن لأحدهم ان يفكر بتلك الطريقة بعصرنا الحالي !! فهذا حزب يظهر سماحة الدين قبل كل شيء بقبول “الآخر” كإنسان أولا وكشريك وطن ثانيا، فنحن بهذا الوطن لا نتعايش بل نتشارك، نعم نتشارك الضيق والفرج ونتقاسم الرغيف بمحبة الوطن !! ان هذا التحالف يضم أبناء الوطن الواحد من الاسلام والمسيحية بمختلف الطوائف بكل محبة وسلام وحماس للمساهمة في بناء وطننا الغالي، ان هذا التحالف يؤكد على انه وعلى الرغم من ان دين الدولة الاسلام؛ الا انها دولة مدنية متحضرة و عادلة تحت ظل القانون !! إن هذا التحالف لا يلغي المحاكم الشرعية اوالكنسية وانما يحسن ويضيف ويطور القوانين المدنية الوضعية بما يناسب عصرنا الحالي وبما يتطلبه المستقبل من أجل أن يكون المستقبل مشرق لأطفالنا !! ان بناء اي وطن يتطلب الوحدة بين أبناءه لا التفرقة؛ فالتفرقة قد هدمت أوطان !!

عندما انظر الى إيجابيات هذا “التحالف” ابتسم واقول: دمت بخير يا وطني !! فلربما بسبب هذه الايجابيات الكثيرة لهذا “التحالف” قد امتلك الكثير من القوة قبل البدء، و قد أوجد رهبة لدى البعض من المنافسة على الساحة السياسية، فكن البعض العداء لهذا الحزب حتى قبل ان يبدأ عمله على ارض الواقع !!

دمت بخير يا وطني..

iraqtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخونة الدولة أخونة الدولة



GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 07:11 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

تعرَّف على مميزات " زوتي Z100 " و"سوزوكي ألتو"

GMT 19:36 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مقتل أم حامل بعد اتهامها أهل زوجها باغتصابها في الحسكة

GMT 12:15 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

فيلم "الخلية" تركيبة فنية متكاملة

GMT 14:13 2014 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

إفتتاح حديقة "الكلاكلات" الكبرى في السودان نيسان المقبل

GMT 08:00 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يقدم مليون يورو لبلدة فرنسية

GMT 20:15 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

حركات يعتبرها الزوج مثيرة ولكنها تزعج المرأة

GMT 00:33 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أفكار لحديقة الزهور ولمسة من الجمال

GMT 16:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

ضبط هارب من 102سنة سجن و5ملايين جنيه بالقاهرة

GMT 23:39 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أمطار غزيرة تحول جسرًا إلى شلال مذهل في إيطاليا

GMT 01:59 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أزمة السيولة في السودان تنعش الدفع الإلكتروني

GMT 01:00 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

جدة لا تزال تمارس "الجمباز" بعمر 84 عامًا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq