أصدقاء زاهي حواس

أصدقاء زاهي حواس

أصدقاء زاهي حواس

 العراق اليوم -

أصدقاء زاهي حواس

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

تبارى البشر في تعريف الإنسان، وتحديد الفوارق بينه وبين المخلوقات الأخرى. ومن أجمل ما قرأت في هذا الباب، التعريف الذي وضعه والتر ليبمان، كبير صحافيي أميركا في القرن الماضي، القائل إن أهم الفوارق هو التقاليد؛ الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يتوارث المعرفة من جيل إلى جيل، والمعلومات التي يتحصلها، والحكمة التي تتوافر له.
لكن المشكلة في هذا الإرث أنه غير مستقر أو مستدام. فغالباً ما يهون التقليد، ويفقد الإنسان الحكمة، ويقع في ظلام القرون الوسطى، ويتراجع إلى الخلف بدل أن يدفعه ميراثه الفكري إلى الأمام. لولا مراحل الانقطاع هذه -يقول ليبمان- لكانت قد تجمعت للإنسان حضارة لا يمكن تخيلها.
تروض التقاليد فينا الطباع السيئة والأطماع الفاحشة، وتحفظ لنا العلوم والفكر ودروس الأخلاق. والإنسان وحده في المخلوقات يعد آلاف السنين ليكرر قراءة أرسطو وأفلاطون وابن خلدون. وهناك أسماء كثيرة أخرى لا أعرف عنها شيئاً، لكن يمكن البحث عنها في مقالات الدكتور زاهي حواس، مثل المهندس «إيمحوتب»، والمهندس «حم إيونو»، والمهندس «سنموت» الذي عشق الملكة «حتشبسوت» وبنى لها مبنى عظيماً في غرب الأقصر. وكل ذلك على ذمة الدكتور حواس وخبرته وعلمه وتكرسه للتراث الفرعوني المذهل. وقلة من أهل العلم يستطيعون مناقشته فيما إذا كان «إيمحوتب» أفضل أم إيونو.
ترك الفراعنة أثراً حجرياً لا مثيل له في دنيا البشر. لكن مشكلته أنه تم قبل انتشار اللغة، ولذا بقي للخبراء. وهذا ما جعل الحضارة اليونانية أكثر انتشاراً وأهمية. ليس لأنها تركت مبنى «الأكروبوليس»، بل لأنها تركت أسس الحضارة الغربية في الفلسفة والشعر والمسرح، وفي جمال هيلينا (ابنة طروادة).
كيفما قرأت، وفي أي لغة، سوف يطالعك شيء من فكر اليونان. الحضارة الفرعونية كانت حضارة هندسية لا مثيل لها. وإذا كان فيها أفلاطون أو أرسطو أو ابن خلدون، فلا بد من مراجعة زاهي حواس في الأمر.
يبحث الإنسان دائماً عن نفسه في تراثه. ودائماً في انتصاراته ونجاحاته. فمن يريد أن يتذكر الفشل؟ نحن فقط نصر على «الاحتفال» بوعد بلفور و5 يونيو (حزيران) وسائر المواعيد الكئيبة، لأن الفوز والخسارة عندنا لهما معنى واحد، هو المعنى العسكري. الرفاه الاقتصادي ليس انتصاراً، الجامعات الكبرى ليست انتصاراً، الاستقرار السياسي والاجتماعي ليس انتصاراً.
«الانتصار» الأكبر في حياة الشعوب هو التقليد. الإرث. الأهرامات والأقصر وأسوان و«إيمحوتب». قبل سنوات، كنت أتمشى في «مول» ضخم في واشنطن، عندما استوقفتني أمام أحد المخازن صور كثيرة لرجل بقبعة «إنديانا جونز». ترى أين رأيت هذا الرجل وهذه القبعة من قبل؟ آه، الآن تذكرت. مؤرخ إيمحوتب ورع وخفرع ورمسيس ونفرتيتي.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصدقاء زاهي حواس أصدقاء زاهي حواس



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 07:11 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

تعرَّف على مميزات " زوتي Z100 " و"سوزوكي ألتو"

GMT 19:36 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مقتل أم حامل بعد اتهامها أهل زوجها باغتصابها في الحسكة

GMT 12:15 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

فيلم "الخلية" تركيبة فنية متكاملة

GMT 14:13 2014 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

إفتتاح حديقة "الكلاكلات" الكبرى في السودان نيسان المقبل

GMT 08:00 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يقدم مليون يورو لبلدة فرنسية

GMT 20:15 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

حركات يعتبرها الزوج مثيرة ولكنها تزعج المرأة

GMT 00:33 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أفكار لحديقة الزهور ولمسة من الجمال

GMT 16:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

ضبط هارب من 102سنة سجن و5ملايين جنيه بالقاهرة

GMT 23:39 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أمطار غزيرة تحول جسرًا إلى شلال مذهل في إيطاليا

GMT 01:59 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أزمة السيولة في السودان تنعش الدفع الإلكتروني

GMT 01:00 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

جدة لا تزال تمارس "الجمباز" بعمر 84 عامًا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq