احذر من مآزق الحديث

احذر من مآزق الحديث

احذر من مآزق الحديث

 العراق اليوم -

احذر من مآزق الحديث

خالد القشطيني
بقلم : خالد القشطيني

«الكلام يجر بطيخ»، من الأمثال الشعبية كما في قول القائلين «الكلام يجر كلاما والكلام يجر بطيخا» وهو قول يأخذ صوراً متعددة في عالمنا العربي. ربما يقولون هنا بطيخاً وهناك برتقالاً وفي غيرها تفاحاً... وهلم جرا. ولكن الغرض واحد. والمثل واضح في معناه الذي يؤكد للسامع المخاطر والمطبات والمآزق التي قد يجر إليها الكلام.

ولهذا القول حكايته كما لسائر ما أورده من أمثال وحكايات. يقال على حد قول الراوي إن رجلاً كان مع ابنه ينقلان البطيخ من زورق إلى السوق. وصادفهما رجل على الشاطئ لاحظ ما كانا عليه من الجهد والتعب في التجديف وتوجيه الزورق ضد التيار. فنادى بهما «الله يساعدكم» فرد عليه صاحب البطيخ قائلا: «الله لا يساعدك»!

تعجب ابنه الصغير من كلماته الخشنة فقال لأبيه: يا أبتِ لماذا ترد على هذا الرجل الطيب بهذا الجواب الفظ؟ فأجابه والده «يا ولدي إذا أجبته بكلام رقيق وقلت له مثلاً: الله يديمك، ربما يواصل كلامه فيقول: وماذا تحملون؟ فأقول له: بطيخاً. فيعود ويسأل: وهل بطيخكم هذا حلو تمام؟ فأقول له: نعم هو كذلك. فيقول: والله لو أعطيتموني واحدة لأجربها. فأضطر إلى مجاملته وأعطيه واحدة مما أحمل. وهكذا يا ولدي بين كلمة وأخرى نكون قد خسرنا بطيخة. فالكلام يجر الكلام. وفي الأخير يجر بطيخاً». فأرسلها مثلاً.

وتذكرني الحكاية بقصة ذلك التاجر اليهودي الذي كان مسافرا في القطار. سأله الرجل الجالس أمامه عن الوقت. لم يجبه اليهودي. وأعاد الرجل السؤال: كم الساعة يا سيدي؟ ولم يحر اليهودي بأي جواب. فاغتاظ المسافر منه وقال له: لماذا لا تخبرني بالوقت وعلى يدك هذه الساعة الأنيقة؟

أجابه المسافر اليهودي: لماذا أخبرك بالوقت؟ إذا فعلت ذلك فربما تعود وتسألني هل ساعتك مضبوطة؟ فيتعين علي أن أؤكد لك ذلك فتسألني عن ماركتها وممن اشتريتها، فأجيبك عن كل ذلك. نكون عندئذ قد وصلنا محطتنا فننزل سوية فتعرض علي أن نشترك في استئجار تاكسي إلى بيتك وبيتي فنفعل. وعندما نصل إلى بيتك تدعوني لفنجان قهوة في بيتك فأفعل. وأضطر لدعوتك إلى بيتي. فتأتي ابنتي جوانا لتقدم لك القهوة. وجوانا فتاة جميلة فتقع في حبها. وربما تقع هي أيضاً في حبك فتنشأ بينكما علاقة تؤدي إلى زواجكما.

وهكذا وبين كلمة وأخرى، والكلام يجر كلاما، فإذا بي أجد ابنتي الجميلة جوانا تتزوج برجل لا يملك ما يكفي من فلوس لشراء ساعة يضعها على يده ولا يسأل الناس عن الوقت. وهكذا أقضي بقية حياتي ألوم نفسي على هذا الزواج العاثر بين ابنتي الحسناء وشاب لا يملك ساعة يضعها على يده.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احذر من مآزق الحديث احذر من مآزق الحديث



GMT 14:04 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 11:55 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 07:10 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

قتلوه... قتلوه... قتلوه لقمان محسن سليم شهيداً

GMT 22:33 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيم وكيا، فوردو وديمونا، نافالني وفاونسا؟

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 07:11 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

تعرَّف على مميزات " زوتي Z100 " و"سوزوكي ألتو"

GMT 19:36 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مقتل أم حامل بعد اتهامها أهل زوجها باغتصابها في الحسكة

GMT 12:15 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

فيلم "الخلية" تركيبة فنية متكاملة

GMT 14:13 2014 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

إفتتاح حديقة "الكلاكلات" الكبرى في السودان نيسان المقبل

GMT 08:00 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يقدم مليون يورو لبلدة فرنسية

GMT 20:15 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

حركات يعتبرها الزوج مثيرة ولكنها تزعج المرأة

GMT 00:33 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أفكار لحديقة الزهور ولمسة من الجمال

GMT 16:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

ضبط هارب من 102سنة سجن و5ملايين جنيه بالقاهرة

GMT 23:39 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أمطار غزيرة تحول جسرًا إلى شلال مذهل في إيطاليا

GMT 01:59 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أزمة السيولة في السودان تنعش الدفع الإلكتروني

GMT 01:00 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

جدة لا تزال تمارس "الجمباز" بعمر 84 عامًا

GMT 18:56 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

لوريس كاريوس يُفسّر أسباب تطور مستواه مع ليفربول

GMT 13:35 2017 الأحد ,17 أيلول / سبتمبر

سقوط طائرة قرب مدينة البوليل شرق دير الزور
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq