"عشبة الرّجيد"

أظهرت دراسة نشرت نتائجها حديثاً أن «عشبة الرّجيد»، وهي نبتة سريعة التمدد تتسبب حبوب لقاحها بحساسية كبيرة، ستجتاح تدريجياً أوروبا بأكملها في العقود المقبلة.

وهذه النبتة التي أدخلت إلى أوروبا في نهاية القرن الـ 19، والمعروفة باسمها العلمي «أمبروزيا ارتيميسيفوليا»، يمكن أن يصل طولها إلى مترين، وتنتج أزهاراً صغيرة قادرة على التسبب بأنواع من الحساسية بينها التهاب مخاطية الأنف، والحكة في العينين، ومشكلات تنفسية.

وتوجد العشبة حالياً في وسط أوروبا وجنوبها، خصوصاً في شمال إيطاليا، إضافة إلى جزء من جنوب شرقي فرنسا حيث تجري دورياً حملات لاقتلاعها. إلا أن استئصال هذه النبتة صعب جداً، لأنها تجتاح مناطق غير مزروعة في محيط المناطق المأهولة.

وبالاستناد إلى نماذج رياضية، خلص فريق من الباحثين من بريطانيا وفرنسا والنمسا إلى أن «نسبة تركيز حبوب التلقيح في عشبة الرجيد ستزيد بواقع أربع مرات في حلول العام 2050 في أوروبا».

ويمكن أن تتمدد هذه الأعشاب بكميات كبيرة إلى مناطق غير متضررة مثل شمال أوروبا، وشمال فرنسا، وجنوب بريطانيا.

وعزا الباحثون تقدم عشبة «الرجيد» إلى الاحترار المناخي الذي يسرّع نمو النباتات، إلا أنهم أشاروا أيضاً إلى دور التغييرات الحاصلة في استخدام الأراضي، إضافةً إلى السهولة التي تنتشر فيها بذورها بفعل الهواء.

وتنتشر «الرجيد» حالياً في مناطق عدة من العالم، أميركا الشمالية، وأوروبا، وبعض مناطق أستراليا، وأميركا الجنوبية وحتى اليابان.

ونشرت نتائج الدراسة التي نسقتها الباحثة في مختبرات «علوم المناخ والبيئة» في جنوب باريس ليندا حناوي لاغيل، في مجلة «نيتشر كلايمت تشاينغ».