أوساكا تتوج ببطولة فلاشينج ميدوز للتنس

توجت لاعبة التنس اليابانية ناومي أوساكا بلقب بطولة أميركا المفتوحة (فلاشينج ميدوز) بفوزها الثمين 1 / 6 و6 / 3 و6 / 3 على البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا مساء أمس السبت في المباراة النهائية للبطولة، حيث قلبت أوساكا المصنفة الرابعة للبطولة هزيمتها في المجموعة الأولى من المباراة إلى فوز ثمين على أزارينكا المصنفة الأولى على العالم سابقا، وأحرزت أوساكا المصنفة الأولى على العالم سابقا والمصنفة العاشرة حاليا لقبها الثاني في تاريخ بطولة فلاشينج ميدوز حيث كان لقبها الأول في 2018 .

كما توجت أوساكا بلقبها الثالث في بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى حيث سبق لها أيضا الفوز بلقب أستراليا المفتوحة في مطلع عام 2019 ، وكان من المفترض أن تلتقي أوساكا بأزارينكا في نهائي بطولة "ويسترن آند ساوثرن" المفتوحة للتنس يوم 29 آب/ أغسطس الماضي، قبل يومين من انطلاق النسخة الحالية من بطولة أميركا المفتوحة (فلاشينج ميدوز).واضطرت أوساكا للانسحاب قبل المباراة بسبب إصابة في أربطة الركبة، لتمنح أزارينكا أول ألقابها منذ 2016 / وبعد أسبوعين انتزعت أوساكا من أزارينكا لقبا أكثر أهمية وتوجت بلقب فلاشينج ميدوز بعد مواجهة مثيرة في المباراة النهائية التي استغرقت 112 دقيقة بين اللاعبتين ، اللتين احتلتا صدارة التصنيف العالمي سابقا وتوجت كل منهما قبل ذلك بلقبين في بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى.

وتوجت أوساكا /22 عاما/ بلقبها الثاني في فلاشينج ميدوز في آخر ثلاث نسخى من البطولة لتكون بهذا حققت النجاح في كل من المباريات النهائية الثلاثة التي خاضتها في البطولات الأربع الكبرى.وكانت هذه المباراة النهائية لها أمام أزارينكا مساء السبت هي المباراة النهائية الأولى لأوساكا منذ فوزها ببطولة أستراليا المفتوحة للتنس قبل 20 شهرا، ولم تخسر أزارينكا في آخر 11 مباراة قبل هذه المباراة النهائية حيث أحرزت اللقب في بطولة "ويسترن آند ساوثرن".وكانت هذه المباراة  هي أول مباراة نهائية تتأهل إليها أزارينكا في إحدى بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى منذ 2013 ، كما حققت أوساكا الفوز الثالث لها مقابل هزيمة واحدة في أربع مباريات خاضتها أمام أزارينكا.

وحسمت أزارينكا /31 عاما/ المصنفة 27 على العالم حاليا المجموعة الأولى في المباراة لصالحها في 27 دقيقة فقط.ولكن كما قالت أسطورة التنس الأمريكية بيلي جان كينج المصنفة الأولى على العالم سابقا "الأبطال يتأقلمون" ، نجحت أوساكا في اجتياز كبوة البداية وتأقلمت سريعا مع المباراة وحققت الفوز في المجموعتين الثانية والثالثة الفاصلة لتحرمها من إحراز لقبها الأول في فلاشينج ميدوز والثالث لها في بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى حيث سبق لأزارينكا الفوز بلقب بطولة أستراليا المفتوحة في نسختي 2012 و2013 .وكانت أوساكا، أعلى السيدات دخلا في عالم الرياضة وفقا لفوربس، في مهمة محددة في هذه البطولة.

وسافرت أوساكا إلى الولايات المتحدة بسبعة أقنعة؛ كل قناع يحمل اسما مختلفا للأمريكيين السود الذين كانوا ضحايا لإطلاق النار من الشرطة.وارتدت أوساكا قناعا مختلفا في كل دور، وكانت بالفعل حريصة على الوصول إلى نهائي بطولة أمريكا المفتوحة لكي تتمكن من خوض سبع مباريات بالبطولة وتذكر العالم بالأسماء السبعة.وقال مدرب أوساكا البلجيكي ويم فيسيت ، الذي درب أزارينكا مرتين ، في مؤتمر صحفي قبل أيام :"بالتأكيد هذا يساعدها ويمنحها المزيد من الطاقة.. هذا يشبه الحافز الإضافي. إنه موضوع مهم بالنسبة لها".

وكانت أوساكا تتحدث بصوت عال ضد الظلم العنصري في الولايات المتحدة، التي عاشت بها منذ أن كانت تبلغ ثلاثة أعوام، بل وصل الأمر لسفرها إلى مينيابولس للمشاركة في الاحتجاجات الخاصة بجورج فلويد خلال فترة توقف المسابقات منتصف هذا العام بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد.ولكنها أيضا حافظت على تركيزها في التنس ، وقالت أوساكا إنها تدربت بأقصى قوتها لكي تكون جاهزة عندما تستأنف المسابقات.ولم تخسر أوساكا أي مباراة خاضتها منذ استئناف المسابقة حيث فازت بعشر مباريات متتالية قبل نهائي فلاشينج ميدوز وجاء فشلها في إحراز لقب بطولة "ويسترن أن ساوثرن" بسبب الإصابة التي دفعتها للانسحاب قبل المباراة.

وفي المقابل، مرت أزارينكا بفترة استثنائية حيث عاشت اللاعبة البيلاروسية أوقاتا صعبة منذ عودتها من إجازة الأمومة في حزيران/ يونيو 2017 .وأدت معركة الحضانة مع والد ابنها ليو لقطع جدول مبارياتها عدة مرات وفكرت في الاعتزال عدة مرات كان آخرها مطلع هذا العام، وقررت أزارينكا أن تمنح لمسيرتها مع التنس فرصة أخيرة في الشهور الأولى من العام الحالي وذلك قبل توقف المسابقات بسبب فيروس "كورونا" وأخيرا بدأ قرارها يؤتي ثماره ببلوغها النهائي في فلاشينج ميدوز وإن خسرت النهائي أمام أوساكا. بعدما تغلبت في قبل النهائي على الأمريكية سيرينا وليامز المصنفة الثالثة للبطولة.

وتحدثت أزارينكا يوم الخميس الماضي عن رحلتها الخاصة بتنمية شخصيتها، وأوضحت :"أعتقد أنه عندما تخرج من لا شيء، ثم تصبح المصنف الأول عالميا، في بعض الأحيان يمكنك أن تبدأ بالتفكير بأنك لا تقهر وأنك أفضل من الجميع، وهذا غير صحيح".وأضافت :"لذلك يبدأ الإحساس بالذات في النمو. وتكون الأمور مؤلمة للغاية عندما تتضرر. لذلك بدلا من أن تتضرر النفسية، حاولت إزالة ذلك وتعلمت من الأخطاء ، وأدركت، ونضجت بأن كوني لاعبة تنس لا يجعلني أفضل أو أسوأ من أي شخص آخر، وأنك ما زلت إنسانا، وكل ما يمكنك فعله هو أن تبذل كل ما بوسعك لتكون النسخة الأفضل من نفسك وأن تواصل التطور".