الأرض في انتظار "صيفٍ كارثي"

تنتظر مدن نصف الكرة الأرضية الشمالي صيفًا يتوقع أن يكون أكثر حرارة مما مضى مع زيادة العواصف الرعدية والطقس الجاف من دون رياح، ولكنه لن يأتي إلا مع نهاية القرن الجاري.

ووفقا للعلماء، فسوف تزداد موجات ما يسمى "الظواهر الجوية المتطرفة"، وهي عبارة عن فترات حرارة شاذة أو برد شاذ صيفًا، وهطول أمطار غزيرة على مدى أسبوع وأكثر، أو الجفاف وغير ذلك من الظواهر، كما سيزداد تكرار هذه الظواهر في المستقبل مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم لتشمل مناطق أوسع، ما سيؤدي كما تبين حسابات علماء المناخ إلى زيادة حادة في معدلات الوفيات، فكل درجة حرارة زائدة في الصيف ستزيد من عدد الوفيات بنسبة 5%.

وكتب تشارلز غيرتلير، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مجلة "PNAS": "تساعد الأعاصير في المناطق المعتدلة على (خلط) الهواء وتخفيض مستوى التلوث، وإضعافها خلال فترة الصيف سيؤدي إلى تدهور مستوى العيش في المدن الكبيرة. كما ستزداد العواصف المدمرة وتطول موجات الحر الخطرة".

وأعد غيرتلير وزميله بول غورمان أول توقعات دقيقة عن كيفية تأثير الاحترار العالمي والتغيرات المرتبطة به في طبيعة دورة الطاقة، بين جو الأرض وطبقة الهيدروسفير وتربة الأرض، في تردد هذه الظواهر الشاذة خلال موسم الصيف.

وركز العالمان اهتمامهما على ما يسمى دورة لورنس، وهي دورة الطاقة في الجو وما يرتبط بها من عمليات تحويل الطاقة الحرارية الكامنة إلى طاقة حركية للكتل الهوائية. وكان أول من اكتشف هذه العلاقة ووصفها رياضيا العالم الأمريكي إدوارد لورنس مؤلف "نظرية الفوضى" ومخترع مصطلح "تأثير الفراشة".

من جانبهم، قرر علماء من الولايات المتحدة دراسة كيفية تأثير التغيرات المناخية في هذه العمليات في المناطق المعتدلة، حيث يعيش القسم الأكبر من سكان المعمورة ومراكزها الصناعية. ومن أجل ذلك، حللوا كيفية تغير معدل مستوى الطاقة الكامنة الموجودة في جو مناطق العرض المعتدلة خلال السنوات الأربعين الماضية، مستخدمين في ذلك بيانات الأقمار الصناعية للمناخ ومحطات المراقبة الأرضية والعوامات البحرية، وتبين أن كميتها انخفضت كل عشر سنوات بمقدار 1.5%.

وتشير حسابات العلماء إلى أن هذا الاتجاه سوف يستمر مستقبلا، ما سيؤدي إلى إضعاف حاد لأعاصير المناطق المعتدلة، وانخفاض كمية الحرارة المنقولة من الجنوب إلى الشمال، وزيادة هطول الأمطار الغزيرة والعواصف وكذلك زيادة عدد الأيام الحارة، حيث تنعدم حركة الرياح.

وقد يهمك أيضًا:

دراسة تكشّف أنّ الاحترار العالمي سيؤدي إلى تغير لون المحيطات

دراسة تكشف عن كيفية الحد من الاحترار العالمي