تُعتبر الكهرباء أحد أكثر المنافع في حياتنا اليومية، فقد خلق الله الليل والنهار متعاقبتان تشرق الشمس فتملاْ الدنيا ضياء يعقبها الليل مصطحبًا صديقه القمر ليضئ السماء والطرق. وقد سعى الإنسان البدائي القديم بحثًا عن ما يضئ له كوخه الذي يعيش فيه ليلاً، فجرّب ضرب الحجر بالحجر فظهرت له شرارة أضاءت له كوخه ومكانه الذي يعيش فيه، ثم تطوّر الإنسان فاستخدم السراج والشمعة في إضاءة منزله الذي يعيش فيه وطريقه الذي يمشي فيه، إلى أن منّ الله علينا وهيأ لنا الكهرباء لتضئ يومنا وليلنا فتجعله نهاراً. وكما أنّ إستغلال الكهرباء منحنا المزيد من الراحة والحرية خلال ممارستنا لمهام حياتنا اليومية العادية، كان لابد من تحسين إستهلاكنا للكهرباء وفي خطوة أولى لإنتاج طاقة كهربائية طبيعية قام مجموعة من علماء الأحياء والمهندسين بمشروع  باستخدام البيولوجيا التركيبية synthetic biology وبرنامج يُدعى “Genome Compiler” وذلك لإنتاج نباتات مُضيئة مُعدّلة جينيًا.  فكرة المشروع كانت مُستلهمة من firefly DNA الحشرة المُضيئة المًعدّلة جينيًا، وكما ذكر أنتوني إيفانز أحد مؤسسي المشروع “سيكون التركيز على إنتاج ضوء طبيعي دائم، بحيث سيتم إدخال الجينات المضيئة في البرنامج، والتي سوف تقوم بإعادة تحريك الجينات الموجودة أساسًا في النبات وبالتالي يستطيع النبات قراءتها، ثم يتم إعادة تشكيلها مجددًا وإرسالها إلى Genome Compile ثم إلى المختبر حيث يُكمل الفريق ماتبقى من عملية التطوير”. كما علّق إيفانز قائلًا ” العملية معقدة جدًا ولكن وجود هذا البرنامج الذكي الذي يُبسّط مرحلة حقن الحمض النووي في النباتات بحيث نستطيع إدخال متسلسلات كبيرة من الجينات بدون إحداث أي أضرار لها.” كما أنّ وهج النباتات لن يكون كافيًا لإضاءة غرفة كاملة، لكن مازالت الأبحاث مُستمرة لتطوير هذه الفكرة بشكل أكبر والاستفادة مما تُنتجه النباتات من طاقة مُضيئة.  يّذكر أنّ المشروع حصل على دعم مالي بمقدار 180،000 $، متجاوزًا به كل توقعات فريق المشروع بمبلغ مقداره 65000 $، وهذا مايدل على سرعة وكفاءة الفريق ككل، وماهو أكثر إثارة وجود طريقة جديدة لإجراء البحوث العلمية والإستفادة من إنتاج نماذج جديدة للتمويل العلمي. وكما ختم إيفانز قوله “بأن الإثارة تكمن في توفيرنا لكل المصادر من تصاميم، وتشكيلات الجينات وغيرها، وإتاحتها عبر موقع المشروع“. وهذا الفيديو يوضح الكثير من التفاصيل عبر لسان فريق عمل المشروع.