تحظى الصحف الساخرة بشعبية كبيرة في موريتانيا بفضل أسلوبها الساخر والمنتقد للقضايا الاجتماعية والسياسية، ورغم حداثة عهدها، إلا أنها استطاعت منافسة الصحف التقليدية وبث تجربة جديدة ومتميزة في الصحافة الموريتانية وهي اليوم ذات شعبية كبيرة في البلاد. وتتفوق الصحف الساخرة على التقليدية بفضل أسلوبها الساخر والظريف ولهجتها الشعبية وألغازها وقصصها، حيث استطاعت مغافلة الرقيب وتحقيق مبيعات أعلى من الصحف الأخرى. وتمزج هذه الصحف بين اللغة العربية واللهجة الحسانية المعروفة في موريتانيا، وتهتم بالشؤون الداخلية، خاصة السياسية منها، كما تخصص صفحات ثابتة للشأن السياسي الإقليمي والعربي. وإلى جانب تعاطيها الساخر مع الحدث، تعتمد على مصادر غير تقليدية في أخبارها، كما توظف رموز التراث الأسطوري لتوصيل رسالتها ومغافلة الرقيب. ورغم تجربتها الفريدة، فقد توقف الكثير من تلك الصحف عن الصدور نتيجة انقطاع التمويل أو عدم رغبة أصحابها في مواصلة الكتابة، كما تحول بعضها إلى مواقع الكترونية، ولا تزال الصحف الساخرة تعاني من نقص في مواكبة التطور الإعلامي ودخول المتطفلين إلى ميدانها.