حثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الولايات المتحدة على ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة وأن تعارض وبشدة انتهاكات الحرية الدينية. وقالت الصحيفة -في مقال لروبرت جورجي رئيس اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية وكاثرين لانتوس سويت نائبة رئيس اللجنة أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس فعلى الرغم من أن الحرية الدينية هي حق من حقوق الإنسان الجوهرية، وتعد أمرا حاسما لترسيخ الأمن القومي والاستقرار العالميين، إلا أنه لايزال يتم تجاهل الأحكام الرئيسية لقانون الحرية الدينية الدولية عقب سنوات من إقراره. وأوضحت الصحيفة أن هناك عدد من الدراسات تؤكد على وجود صلة بين الحرية الدينية ورفاهية المجتمع، فغياب الحرية الدينية ينجم عنه زعزعة استقرار الدول وتصاعد التطرف الديني، بما في ذلك الإرهاب، لافتة إلى أن العديد من الحكومات, بما فيها تلك التي تحتل المرتبة الأولى في السياسة الخارجية والأجندة الأمنية لواشنطن، يرتكبون أو يتجاهلون أعمال القمع الديني، مثل الاعتقال التعسفي والتعذيب والقتل. ولفتت الصحيفة إلى أن قانون الحرية الدينية الدولية يشمل أدوات فعالة للتصدى لكافة أشكال القمع الديني، والتي من بينها تحديد ومعاقبة أسوأ منتهكي الحقوق في العالم، وبرغم ذلك، يبدو أنه على مدى سنوات عديدة ومع اختلاف الإدارات، لم توظف السلطة التنفيذية الامريكية هذه الأدوات بالشكل المناسب أو حتى في الوقت المناسب. وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ صدور القانون أتخذ الكونجرس الأمريكي قرارا بتحديد أسماء الدول و الحكومات التي تشهد حالات انتهاكات دينية، وبدء وضع خطط لممارسة بعض الضغوط عليها لمعالجة تلك الحالات. وتابعت قولها "إلا أنه مع استمرار الإدارات الأمريكية المختلفة في تجاهل هذا الأمر، باتت بعض الدول كباكستان وفيتنام وبعض الدول في الشرق الأوسط التهرب من المساءلة التي تعد الهدف الحقيقي لقانون الحرية الدينية الدولية" وأردفت تقول "كما أن الدول التي تقع تحت تصنيف "دول تثير قلقا خاصا" يمكنها التهرب من المساءلة، إذا لم يتم وضع تصنيف نهائي لها خلال هذا الشهر، فبموجب القانون، تسقط العقوبات المفروضة على بعض الدول عقب مرور عامين، حال لم يتم تصنيفها" لذا فإن بعض الدول كبورما، الصين,إريتريا، إيران،كوريا الشمالية والسودان ستسقط عنها العقوبات المفروض عليها منذ عام2012 خلال الشهر الحالي" ونوهت الصحيفة أن السماح بحدوث ذلك من شأنه أن يبعث برسالة مقلقة تفيد بأن الولايات المتحدة لا تنفذ قانونها الخاص بشأن الحرية الدينية. وبناء على ذلك، ومع اقتراب الموعد النهائي هذا الشهر لاتخاذ خطوات حاسمة في هذا الصدد، فإن الوقت قد حان لمواجهة هذا الفشل الذريع وعدم الحكمة في التصرف حسبما رأت الصحيفة. وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه ومن أجل الحرية والأمن، فقد حان الوقت لتطبيق قانون الحرية الدينية الدولية بشكل كامل والانتهاء من عملية إدراج الدول التي تشهد انتهاكات، مؤكدة على أن الكونجرس بما لديه من سلطة أن يقوم بواجبه والضغط على السلطة التنفيذية للقيام بذلك.