يظل البحث عن الوظائف النسائية على مستوى العالم تقريبا من أكبر المشكلات التي تواجه المجتمعات الإنسانية في معظم الدول، في ظل احتفاظ الرجال بشريحة كبيرة من المهن، وتجد المرأة حيزا بسيطا في هذا المجال مع تمتع الرجال برواتب وأجور عالية، خاصة في الدول النامية التي تواجه مشكلات اقتصادية وتنموية. وعلى هذا الصعيد كشفت دراسة استقصائية واسعة النطاق من خلال 20 بلدا أن النساء يتقاضين أجوراً أقل من الرجال عندما يشغل الجنسان المهن نفسها. ووجد الباحثون من جامعات كامبريدج، والمملكة المتحدة، وليكهيد، وكندا، أن معظم النساء والرجال يحتفظون بمختلف المهن والحرف، والمساواة في متوسط الأجر الإجمالي لكلا الجنسين في أي بلد. ويعزي الباحثون النتائج المذهلة إلى حقيقة تفيد بأنه عندما يكون عدد الرجال في الوظيفة أقل، فإن ذلك يعطي الفرصة للنساء في الحصول على الوظائف الأعلى وكسب المزيد من المال. ولكن عندما يكون هناك عدد متساو من الرجال والنساء في المهنة الواحدة، في تلك الحالة يهيمن الرجال على الوظائف ذات الأجور المرتفعة. وتقارن الدراسة، التي نشرت في مجلة علم الاجتماع التي صدرت في الأسبوع الثاني من كانون الأول (ديسمبر) بين الدرجة التي يعمل بها الرجال والنساء في مهن مختلفة وبين الفجوة في رواتبهم. وكان الدفع متساويا إلى أكبر حد في سلوفينيا، حيث متوسط كسب النساء أكثر قليلاً من الرجال، وفي المكسيك والبرازيل والسويد والمجر، تجني النساء تقريباً بقدر الرجال في المتوسط. في تلك البلاد يعمل الرجال والنساء في مهن مختلفة إلى حد أكبر مما كانت عليه في العديد من البلدان الأخرى التي درسها الباحثون. في بلدان أخرى مثل اليابان، والتشيك والنمسا وهولندا، فإن النساء أكثر عرضة للعمل في نفس المهن التي يتمتع بها الرجل، والفجوة بين رواتبهم ورواتب الرجال أعلى من المتوسط. وكانت المملكة المتحدة أعلى من المتوسط بين 20 دولة في عدم المساواة بين الأجور.