السيدة آمال أبورقيق

تفتخر آمال أبورقيق (43 عامًا)، بأنها أول سيدة في غزة تخوض "مهنة الرجال الخشنة"، بحسب وصفها، وتنافسهم في الصناعات الخشبية وتنال لقب "أول نجّارة" داخل القطاع.

وتقف أبورقيق بين ألواح الخشب وتمسك بيدها لوحًا تمرِّره بين منشار القص الكهربائي، لتصميم غرفة نوم طلبها أحد زبائنها، وعن ذلك تذكر: "تلقيت تدريب مهني لمدة ثلاثة شهور ومن ثم بقيت في المركز الذي كنت أتدرب من خلاله، أحببت المهنة وكان هناك ورشة ملحقة بالمركز ومجهزة بشكل كامل واستمريت في هذه المهنة منذ أكثر من عشر سنوات".وأوضحت أبورقيق أنَّ الدورة التي شاركت فيها برفقة 19 سيدة أخرى انسحبنّ جميعهنّ في منتصفها، ولكنها أحبت هذا المجال وأبدعت فيه وحصلت على منحة لافتتاح ورشتها.

وتابعت: "وامتلك الآن ورشتي الخاصة بي وأعمل ما أريده، وكثير من الناس أعجبهم إنتاجي والآن كثير من المواطنين يقصدون ورشتي لإنجاز أعمالهم".

وتعيش آمال في أسرة مكونة من شقيقها وزوجته وأبنائه؛ إذ كانت متزوجة في السابق ولكنهما انفصلا، ولأنها لم تمتلك الهوية الإسرائيلية عادت إلى قطاع غزة.

وأكدت أبورقيق أنها ليست نادمة على مهنتها ولا تخجل منها، بل على العكس تفتخر بها، لافتة إلى أنها تتحدى منافسيها من الرجال أنَّ ينتجوا ما تنتجه من أعمال، بالإضافة إلى ساعات العمل الطويلة في ورشتها الخاصة.

وأشارت إلى أنها كانت تحلم منذ الصغر بأن تكون ممرضة، إلاأن القدر لم يسمح لها بذلك، مضيفة: "وإنَّ عاد بي الزمن فسأكون نجارة أيضًا".

وبيّنت أنَّ البداية كانت صعبة للغاية؛ إذ عانت خلال الأسبوع الأول من ألم شديد في يديها، ولكن مع تكرار العمل بدأت في التأقلم، بالإضافة إلى أنه كان بمثابة تحدٍ للعادات والتقاليد السائدة في مجتمع غزة.

وتذكر أبورقيق: "واجهت بعض المضايقات ممن حولي، ولاسيما من الرجال الذين قابلوا عملي بالاستهزاء، وقولهم "كيف ستتمكن سيدة من أنَّ تمسك بأدوات قطع الخشب، وتعمل في مهنة كهذه".

وبشأن الدافع الذي جعل أبورقيق تعمل نجارة، نوهت إلى أنَّ الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم توافر أي مصدر دخل لها فرض عليها أنَّ تمتهن مهنة النجارة.

ورغم التقاليد المحافظة في قطاع غزة والتي قد لا تسمح لأي امرأة بالعمل في هذه المهن التي يقوم بها الرجال، فأكدت أبورقيق أنها مصممة على أنَّ تستمر بها وتطورها.