في الوقت الذي يشهد فيه الشارع الفرنسي جدلاً مثيرًا بشأن قانون يسمح بزواج المثليين، كان أول مولود في فرنسا خلال عام 2013 لاثنين من الأمهات، فبعد منتصف الليل بدقيقة واحدة، وفي أول كانون الثاني/ يناير، شهدت بلدة مولين التي تقع وسط فرنسا، ميلاد الطفلة ساشا لتصبح أول مولود يتم تسجيله عام 2013 في الأراضي الفرنسية. غير السلطات الفرنسية لم تسجل في شهادة الميلاد إلا أسم أم واحدة هي "ماود" باعتبارها صاحبة الولاية القانونية على الطفلة، نظرا لأنه لم يتم بعد الاعتراف بزواج المثليين، وأنه يمكن أن يتم تغيير بيانات شهادة الميلاد فيما بعد في حالة إقرار البرلمان الفرنسي القانون المثير للجدل المعروف باسم "قانون الزواج للجميع". وتتوقع الدوائر البرلمانية إقرار هذا القانون في أعقاب جلسات النقاش البرلمانية التي سوف تبدأ في وقت لاحق من هذا الشهر، وقالت كل من ماود الأم القانونية للطفلة وعشيقتها ديلفين، إنهما تتطلعان إلى إتمام زواجهما فور إقرار القانون المزمع. وكان مشروع زواج المثليين قد تم تقديمه للبرلمان الفرنسي في أعقاب حملة تعهد بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، كما تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى موافقة غالبية الشعب الفرنسي على مثل هذا القانون، إلا أن الدوائر التقليدية في فرنسا المتمثلة في الكاثوليكيين والسياسيين المحافظين أعلنوا صراحة اعتراضهم على مشروع زواج الشواذ المثليين، كما نظموا عدد من حملات الاحتجاج الواسعة النطاق في كافة أنحاء فرنسا لمعارضة مثل هذا المشروع بدعم رسمي من الكنيسة الفرنسية. كما تجمعت الحشود المؤيدة للمشروع ردا على الحركة الرافضة المعادية لزواج الشواذ المثليين، وبات موضوع زواج المثليين مثار جدل كل ليلة داخل كل بيت فرنسي، وعقد خصوم ومعارضي هذا القانون مؤتمرا صحافيا استعدادا لحملتهم الاحتجاجية المقبلة المزمع القيام بها يوم 13 من الشهر الحالي تحت شعار "الاحتجاج للجميع"، ردا على القانون الذي يحمل شعار "الزواج للجميع". ويقول منظم هذا الاحتجاج، واسمه فريجيدي بارجوت، إن "أكثر ما يشغلني هو الحفاظ على توازن الأسرة، ولا داعي على الإطلاق لتدمير عمودا الأسرة اللذان يمنحان كيان الطفل". وكانت أم المولودة ساشا قد اضطرت إلى الذهاب لأحد بنوك الحيوانات المنوية في بلجيكا لهدف إجراء عملية تلقيح اصطناعي، لأن إجراء مثل هذه العملية للشواذ المثليين غير مسموح بها في فرنسا، وفيما يتعلق بهذا الموقف، فإن مشروع القانون الفرنسي الجديد لا يعالج مسألة التناسل بالأساليب الطبية الاصطناعية. وتقول الأم الثانية "ديلفين" عشيقة الأم الأولى: "لقد كنا محظوظين لأننا استطعنا أن ننجب من أول عملية تقليح اصطناعي، ولهذا بات بالإمكان لكل فرد أن يكون عائلته الصغيرة".