اختيرت أونغ سان سو كي الناشطة السياسية والحائزة على جائزة نوبل للسلام – والتي كانت ممنوعة من مغادرة منزلها من جانب السلطة في بورما لسنوات- لتكون المسؤولة عن اختيار المادة الموسيقية المعروضة في الحلقة السنوية رقم 71 من برنامج تاريخ الموسيقى للأعمال غير المسموعة، فانتقت أغنية "غرين غراس هوم" للمطرب البريطاني توم جونس بعد أن استشارت السكرتيرة الخاصة بها بشأن اختيارها. كانت أونغ سان سو كي قد ذكرت في محاضرة تسلم جائزة نوبل العام الماضي، أنها استمعت لأكبر قدر على الإطلاق من أغنيات "البوب"، بالإضافة إلى الفن الشعبي لدولة بورما وموسيقى فرقة "البتيلز" ومؤلفات الموسيقار العالمي "موتسارت" خلال فترة إقامتها الجبرية، وكذلك أسطونات "ديزرت أيلاند" عندما كانت طالبة في جامعة أوكسفورد، مما جعل اختيار البرنامج يقع عليها. واستغرقت المفاوضات بين البرنامج وبين الناشطة ستة أشهر لإقناعها بالظهور فيه دون نتيجة، حتى سافرت إليها مقدمة البرنامج كريستي يونغ والتقتها في نايبيداو في بورما، وصفت أونغ اللقاء التلفزيوني بأنه كان اختبارًا صعبًا بالنسبة لها. اعترفت أونغ، أثناء اللقاء، بأنها استشارت أصدقائها والمقربين منها في اختياراتها للبرنامج، والتي تضمنت "الفلوت السحرية" لموتسارت، و"لارجو موفمنت"، و"نيو وورلد" سيمفوني، وغيرها من الأغنيات التي سمعتها للمرة الأولى في نيويورك، وأشارت إلى أن من بين العوامل التي أخذتها في الاعتبار عند الاختيار أن تنتقي تلك التي تذكرها بأصدقائها في اميركا الذين ساعدوا بورما على الحصول على الحرية والديمقراطية. وكشفت عن بعض من أسرارها، كحبها للجيش لأن والدها عمل ضابطاً فيه، ومع كل هذا الحب للجيش، كانت أونغ تشن على المؤسسة العسكرية حملات قاسية وضارية نظرًا لما ترتكبه من أعمال وحشية.