وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، هزيمة ائتلافها الحاكم في انتخابات ولاية ساكسونيا السفلي، قبل ثمانية أشهر من الانتخابات العامة الألمانية بـ "الفاجعة المؤلمة". وكان الائتلاف الحكومي الذي تقوده المستشارة الألمانية والذي يضم كلًا من حزبها الديمقراطي المسيحي وحليفها حزب الديمقراطيين الأحرار، قد فقد نفوذه القوي في ولاية ساكسونيا السفلي التي تقع شمال غرب ألمانيا، الأحد، لمصلحة الحزب الديمقراطي الاشتراكي المتحالف مع حزب الخضر. وفي الوقت الذي يحاول حزبها استيعاب مضامين الهزيمة، علقت المستشارة الألمانية على ذلك بقولها إنه "من الطبيعي في مثل هذه الأجواء المثيرة للعواطف أن تكون الهزيمة أكثر إيلامًا وحزنًا"،  وأضافت أنه "يتوجب على ائتلافها أن يضمن خلال الحملات الانتخابية المقبلة الحصول على الغالبية اللازمة". وعلى الرغم من أن ميركل مازالت هي الشخصية السياسية الأكثر شعبية في ألمانيا بسبب أسلوبها في التعامل مع أزمة اليورو الأوروبية ، لكن ما حدث في ولاية ساكسونيا السفلي يؤكد أن فوزها بالانتخابات العامة المقبلة التي تجرى في وقت لاحق من هذا العام ، لم يعد مضمونًا". وكانت الجناح اليساري المعارض الممثل في الحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر، قد فاز في انتخابات الولاية بفارق مقعد واحد، الأمر الذي يعني أن الدعوة إلى تضييق الفارق بين الأغنياء والفقراء في ألمانيا ووضع حد أدنى للأجور، قد لاقت استجابة لدى الناخب الألماني. وقد أعرب مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي لمنصب المستشار الألماني، بير شتاينبروك عن "سعادته البالغة عن تلك النتائج"، وقال إنها "تعني أن تغيير الحكومة والسلطة في ألمانيا قد بات أمرًا ممكنًا هذا العام خلال انتخابات أيلول/ سبتمبر المقبلة". كما تأتي هزيمة ساكسونيا السفلي بمثابة ضربة للتطلعات السياسية لرئيس وزراء الولاية الديمقراطي المسيحي ديفيد ماكاليستر. يذكر أن الكثير من المراقبين ينظرون إلى ماكاليستر، وهو ألماني المولد وابن جندي أسكتلندي ، باعتباره الخليفة المحتمل لميركل، إلا أنه خرج خالي الوفاض في أعقاب الهزيمة الأخيرة. ويستطيع ماكاليستر أن يجد العزاء في رصيده الذي لا يزال يحتفظ به في الحزب وفي ألمانيا ككل، كما أن الصحافة الألمانية تتكهن بأن المستشارة الألمانية قد تحاول أن تجد له مكانًا في حكومتها مستقبلا.