بكين ـ وكالات
تطرح شركة تصنيع أجهزة الكمبيوتر الشخصية “لينوفو” هواتفها الذكية خارج الصين للمرة الأولى، خلال الربع الأخير من العام الحالي، لتنافس سامسونج إلكترونيكس وابل في أسواق ناشئة في ظل تباطؤ اقتصادي محلي وتناقص الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية.غير أن توجه الشركة للتوسع خارج سوقها المحلية يعتبر مهمة صعبة، رغم اكتسابها حصة سوقية في الهواتف الذكية في الصين خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن نشاطها في مجال الهواتف لا يزال غير مربح حسب محللين.يذكر أن حصة لينوفو في سوق الهواتف الذكية في الصين بلغت 11% تسبقها سامسونج بحصة 19% بينما تأتي في المركز الثالث كل من آبل الأميركية، وزد تي إي الصينية بحصة 10% لكل منهما. وقال ميلكو فان دويجل رئيس قطاع آسيا والمحيط الهادي وأميركا اللاتينية في لينوفو “لا نزال في مرحلة التعبئة والاستثمار ورغم أن هوامش ربح الهواتف الذكية جيدة، إلا أن الربحية تستلزم وقتاً”.وبدأت لينوفو أوائل الشهر الماضي، بيع هواتف ذكية في الهند التي لدى الشركة فيها الريادة في مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية، كما بدأت الشركة بيع هواتف ذكية في أندونيسيا في منتصف شهر أكتوبر ضمن حملتها في توسعات مبيعات الهواتف الذكية في أسواق ناشئة كذلك دخلت الشركة سوق الهواتف الذكية في كل من الفلبين وفيتنام.وقال فان دويجل: “نحن عازمون على تقديم العديد من خيارات الهواتف الذكية التي تشمل القطاع الراقي منها والقطاع المتوسط وكذلك القطاع العادي”.تأتي مبادرة لينوفو لتعزيز وجودها في منتجات المحمول خارج سوقها المحلية في وقت يتضاءل فيه الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية عالمياً في ظل التباطؤ الاقتصادي. يذكر أن توريدات أجهزة الكمبيوتر الشخصية عالمياً تراجعت بنسبة 8,3% في الفترة الربعية الثالثة مقارنة بالعام الماضي. ورغم أن لينوفو سبقت هيوليت باكارد (اتش بي) للمرة الأولى لتصبح أكبر مصنع أجهزة كمبيوتر في العالم بحصة بلغت 16% من السوق، إلا أن محللين يرون أنه على الشركة تنويع نشاطها إن أرادت أن تحافظ على مركزها المتقدم. وركزت لينوفو على بيع أجهزة الكمبيوتر الشخصية في الصين منذ استحواذها عام 2005 على قطاع الكمبيوتر في شركة انترناشيونال بيزنس ماشينز (آي بي إم).وأتاح نمو الصين الاقتصادي القوي لشركة لينوفو أن تسبق منافسين لها مثل اتش بي وديل الأميركيتين وايسر التايوانية خلال أزمة 2008 المالية، وفي السنوات القليلة الماضية، غير أن الشركة تواجه عقبات الآن، حيث يتباطأ اقتصاد الصين وتتناقص مبيعات الكمبيوترات الشخصية عالمياً نظراً لخشية الشركات من الإنفاق على تطويرها في وقت يتحول فيه المستهلكون من الكمبيوترات المحمولة إلى الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية.وفي نقلة استراتيجية، أعلنت الشركة عزمها على إنفاق 800 مليون دولار على مركز جديد لتطوير منتجات المحمول. وفي الهند، تخطط “لينوفو” لبيع ما يتراوح بين خمسة وثمانية موديلات تتفاوت أسعارها بين 199 دولاراً و349 دولاراً. وسترتكز جميع هذه الموديلات على نظام تشغيل اندرويد من جوجل وتستخدم فيها لغات وتطبيقات محلية.وبدأت لينوفو بيع خمسة هواتف ذكية جديدة في أندونيسيا في منتصف أكتوبر من خلال شراكة مع أكبر تاجر تجزئة وموزع في أندونيسيا شركة ترايكومسل لتستهدف مستخدمي هواتف الجيل الثالث الذكية. غير أن لينوفو غير متعجلة في طرح هواتفها الذكية في أسواق متقدمة مثل أوروبا والولايات المتحدة وهو ما ترى أنه سيستغرق بعض الوقت. ويقول محللون، إن “لينوفو ستواجه منافسة قوية في أسواق ناشئة من شركتي نوكيا الفنلندية وسامسونج الكورية الجنوبية المتواجدتين أصلاً بقوة في هذه الأسواق”.