تستعيد روسيا  6 نوفمبر/تشرين الثاني الذكرى الـ 120 لوفاة الموسيقار الروسي العظيم بيوتر تشايكوفسكي الذي ترك إرثا موسيقيا خالدا، وضعه في مصاف كبار الموسيقيين العالميين، إذ أنه يدخل في القائمة التي تضم 10 من ملحني الموسيقى الكلاسيكية الأوسع انتشارا في العالم حتى يومنا هذا. ولد بيوتر تشايكوفسكي في 7 مايو/أيار 1840 في فوتكينسك. التحق الشاب الروسي بمدرسة القانون في مدينة سانت بطرسبورغ في 1855، لكنه فضل التخلي عن القانون ليبدأ بدراسة الموسيقى في الفترة ما بين 1862 و1866. حول هذا الأمر علق عم الشاب الموهوب بأن بيوتر اختار الصفارة عوضا عن القانون، واصفا قراره هذا بالعار. لكن تشايكوفسكي لم يابه وواصل إثبات موهبته، وظل يؤلف الموسيقى حتى وفاته في عام 1893 في سانت بطرسبورغ وهو في الـ 53 من عمره. الملفت أن انتشار أعمال تشايكوفسكي لا يقتصر على قاعات الموسيقى والحفلات التقليدية، بل يشمل كذلك الأندية الليلية، حيث يقوم العديد من الـ DJ بإعادة توزيع ألحانه لتتماشى مع روح العصر، فتصبح مستساغة أكثر بالنسبة للجيل الروسي الشاب الذي لا يزال يعتز بالموسيقار العبقري، الذي تحولت ألحانه إلى إحدى أهم بطاقات التعريف بروسيا وشعبها وثقافته. بيوتر تشايكوفسكي أكثر من مجرد اسم لموسيقي عاش قبل 120 عاما وأبدع، فهو علامة مميزة في مسيرة العالم الفنية، اشتهرت ألحانه ومسمياتها في الكثير من الأحيان أكثر مما اشتهر اسمه، فليس من الغريب أن يكون قارئ هذه السطور معجبا بالكثير من مقطوعاته الموسيقية دون أن يعرف أنها من إبداعاته. فمن منا لم يسمع بـ "بحيرة البجع" أو "كسارة البندق" ؟ بل ربما سمع الكثيرون ألحان هذه الأعمال الفنية واستمتع بها دون علم بالأسماء التي تحملها. يعود ذلك إلى انتشار الكثير من ألحان الموسيقار الروسي الكبير من خلال العديد من الفرق الأوركسترالية التي أدت أعماله وأعاد توزيعها أشهر قادة الأوركسترا في العالم. بالإضافة إلى أن أعمال بيوتر تشايكوفسكي تجذب اهتمام الذواقين للموسيقى الكلاسيكية، فهي تستقطب اهتمام الموسيقيين المحترفين ونظرائهم الناشئين، الذين يبدأون بتعلم أبجديات الموسيقى من خلال ألحانه. وبحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة(يونيسكو) فإن أعمال تشايكوفسكي تصدح على مدار الـ 24 ساعة في العالم، مما يعني أن موسيقى هذا الفنان العملاق تعزف الآن في مكان ما ، أثناء قراءة هذا الخبر.