الخطاط محسن زينة

أخذ الخط العربي مكانه بين الفنون الجميلة لما يحمله من إبداع يحمل بصمة فنان الخط وروحه وذلك ما تعجز عن أدائه الآلة التي تفتقد الحس والروح.

الفنان الخطاط محسن زينة أوضح في مقابلة مع سانا أن الحرف العربي مر بمرحلة تاريخية طويلة منذ ياقوت الحموي والمستعصم بالله اللذين اشتغلا على تطوير الخط حتى أخذ شكله إضافة إلى الخطاط ابن مقلة الذي شذب الحرف وعمل على مظهره الجمالي الفني أما في القرن العشرين فبرزت أسماء كبيرة مثل حامد الأمدي وتلميذه هاشم البغدادي والأخير يعتبره الخطاطون مرجعاً لهم اليوم.

وأوضح الخطاط زينة أن الخط العربي وصل إلى شكله الأبهى عندما اعتمد الفنانون الأوائل قياسات محددة وقواعد متبعة أظهرته بأجمل شكل فالحرف عبارة عن عناصر جمالية متكاملة وهناك جوازات كثيرة ترجع لحس الفنان ولاستخدام الحرف في اللوحة الفنية من حيث طوله أفقياً أو عمودياً معتبراً أن كل خروج عن القاعدة لا يخدم الحالة الجمالية الفنية يعتبر شذوذاً.

وعرض زينة العلاقة بين مجموعة من الخطوط والفنون فالخط الفني يشتغل عليه فنانون شباب مبتدئون لاقوا فيه مساحات واسعة لإظهار مواهبهم وخاصة أن مساحة الحرية فيه واسعة لاستخدام الحرف حتى يحاكي الحالة الفنية التي تعتمل داخلهم.

أما الخط الكوفي فمنبع الجمالية فيه التوازن والتناسق والتماثل والتقابل وتوزيع الأشكال مشيراً إلى عدد من اللوحات التي اشتغلها وفق هذا السياق منها كما في شطر الشعر لأمير الشعراء شوقي (وعز الشرق تعرفه دمشق) ولوحة خوذة الجندي العربي السوري للتعبير عن بطولاته.

وبين زينة أن الخطاط الفنان يمكن أن يجعل اللوحة تنطق بشكلها قبل قراءتها كما في اللوحة التي ضمنتها بيت الجواهري (دمشق صبراً على البلوى) حيث يشعر الناظر إليها بالتحدي والصبر وعظمة دمشق الصامدة.

يذكر أن الخطاط زينة من مواليد جبلة شارك في عدد من المعارض الفنية في اللاذقية ودمشق ومختلف المحافظات منها مشاركته الأخيرة في معرض دمشق الدولي وله محاولات في الفن التشكيلي بالزيت على القماش أو بالرصاص ويميل إلى رسم الشخصيات التاريخية مثل لوحته شيخ المعرة أبي العلاء وأبي فراس الحمداني.

 

قد يهمك أيضا :

واجهة جدة البحرية تحتضن فعالية للخط العربي

 

 

الصناعات النسيجية والغذائية تتصدّر قائمة عقود التصدير خلال معرض دمشق الدولي