أكد الوزير التونسي المكلف بالملف الاقتصادي رضا السعيدي، أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيقوم بزيارة رسمية إلى تونس في أذار/مارس المقبل، يرافقه وفد حكومي كبير فضلاً عن كوكبة من رجال الأعمال التركيين. واعتبر السعيدي، على هامش أعمال الملتقى الثقافي المغاربي التركي الأول، أن "هذه الزيارة ستكون بمثابة انطلاقة كبيرة وحقيقية لتطوير العلاقات الثنائية بين تونس وتركيا، وبخاصة بعد توقيع اتفاق إنشاء مجلس الشراكة الإستراتيجية بين البلدين". وقد شكّل صعود الإسلاميين إلى الحكم في تونس بقيادة حركة "النهضة"، نوعًا من التقارب الفكري والسياسي مع النظام التركي الذي يقوده حزب "العدالة والتنمية"، حيث وصل الأمر إلى حد القول إن حركة "النهضة" تسعى إلى استنساخ "نموذج أردوغان" في الحكم، المعتدل والقريب جدًا من العلمانيين، إلا أن زعيمها راشد الغنوشي فند هذه المزاعم، وعلق على دعوة سابقة لرئيس الحكومة التركية إلى إقامة نظام علماني وعدم الخوف منه، قائلاً إن "موقف أردوغان يخصه وحده، وتونس ليست مضطرة لتكون علمانية، وأن تونس نظامها جمهوري ولغتها عربية ودينها الإسلام، ونقدر نجاح التجربة التركية لكننا لسنا مضطرين لاستيراد النماذج، وهناك نماذج حداثة أخرى فرنسية وأميركية، والحداثة هي انفتاح على إمكانات عدة، وتونس منفتحة على كل الحداثات، وستتحرك عبر فضائها العربي".