الأحواز

شعب ينزف ولا يتألم، شعب يضطهد ولا ينكسر، وشعب يعاني ولا يستسلم، وشعب يئن ولا يتذمر، إنه شعب الأحواز الذي يقف في وجه التعنت والجبروت الإيراني، حيث ما زال النظام الإيراني البغيض يشن أبشع الاعتقالات والمداهمات العشوائية بحق النشطاء والسياسيين العرب في إقليم الأحواز العربي، وهذه الحملة البغيضة التي تقوم بها قوات الاستخبارات الإيرانية منذ عدة أيام، والتي توسعت أيضا لتشمل مدنا عدة في الأحواز العربي، ما هي إلا بداية للقضاء على كرامة وحرية شعب الأحواز العربي، وكذلك لطمس الثقافة والهوية العربية التي يتمتع بها أشقاؤنا العرب في الأحواز، كممارسة أبشع أنواع القهر والإذلال للمواطن الأحوازي، والتضييق عليهم بعدم ارتداء الملابس العربية، والتهميش الذي يصل إلى حد ممارسة التطهير العرقي، وأيضا تطبيق سياسة تحديد النسل، وتدمير الأراضي الزراعية وسرقة الثروات الطبيعية التي يتمتع بها الإقليم، وتطبيق الإعدامات العشوائية المريعة، حيث يقبع أكثر العرب الأحواز في سجن "كارون" وهو أسوأ سجن في الإقليم، ويعاني غالبية المسجونين فيه من الأطفال والنساء والنشطاء العرب من سوء التغذية وتفشي الأمراض والتعذيب والاغتصاب والحرمان من أبسط حقوقهم المدنية، وذلك وفقا للإحصاءات الرسمية  للمنظمات الحقوقية.

ووفقا لتقارير نشطاء حقوق الإنسان من الأحواز، فإن محكمة الثورة الإيرانية أرسلت أكثر ما يقارب من 200 مذكرة استدعاء بحق الشعراء والنشطاء العرب خلال الأيام الماضية، بدون توجيه أي تهمة من قبل السلطات الرسمية القضائية الإيرانية للمتهمين الأحواز العرب، وإلى وقتنا الحالي لم يحصل ذوو المعتقلين على أي معلومات دقيقة من الجهات الأمنية الإيرانية عن أوضاع أبنائهم الذين تم اعتقالهم خلال اليومين الماضيين.

إذن، فتعنت النظام الإيراني الذي يمارس أبشع صور التمييز العنصري مع شعب الأحواز العربي ما زال مستمرا وبامتياز، والطامة الكبرى هو صمت حكام العرب على ما يفعله النظام الإيراني من مجازر وإعدامات وحشية بحق مسلمي الأحواز العرب، فنصرة القضية الأحوازية حق على كل مسلم على وجه الأرض، ويجب التركيز وبقوة على نصرة القضية الأحوازية خاصة في هذه الأيام، وذلك لوقف التمدد والتوسع الإيراني الذي نراه بأم أعيننا في الخليج العربي، بخاصة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان والدول الإفريقية، وحتى لا يأتي ذلك اليوم الذي نرى فيه خليجنا العربي ودولنا العربية والإسلامية محافظات تابعة لجمهورية إيران التوسعية.