مضيق "هرمز" نقطة العبور الاستراتيجية لتجارة النفط العالمية

 يعدّ مضيق هرمز طريق الشحن شبه الحصري الذي يربط منتجي الهيدروكربون في الشرق الأوسط بأسواق آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، كما أنّه نقطة عبور استراتيجية لتجارة النفط العالمية وفي قلب التوترات الإقليمية على مدار عقود.

وحذَّرت إيران الجمعة الموافق 21 حزيران من أنها ستدافع عن أراضيها ضد أيّ انتقام من الولايات المتحدة، في حين قرّرت الخطوط الجوية الماليزية والخطوط الجوية السنغافورية تجنّب الطيران فوق مضيق هرمز.

يقع مضيق هرمز، الذي يربط الخليج العربي بخليج عمان، بين إيران وسلطنة عمان، ويتصف بضيقه -نحو 50 كيلومترا- وعمقه الذي لا يتجاوز 60 كيلومترا، وتنتشر فيه جزر صحراوية أو غير مأهولة بالسكان لكنها ذات أهمية ستراتيجية كبيرة، وهي الجزر الإيرانية لمضيق هرمز، وجزيرتي قشم ولاراك، بمواجهة شاطئ بندر عباس الإيراني.

اقرا ايضا:

الحشد يفعل القوة النهرية في ديالى ويسير دوريات

ويظل مضيق هرمز طريق الشحن شبه الحصري الذي يربط منتجي الهيدروكربونات في الشرق الأوسط (المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة والعراق وإيران) بالأسواق الآسيوية والأوروبية وفي أميركا الشمالية.

في عام 2018، تم تداول نحو 21 مليون برميل من النفط الخام يوميا، وفقا لوكالة الطاقة الأميركية، ويمثل هذا نحو 21% من استهلاك النفط العالمي وثلث النفط الخام في العالم الذي يتم شحنه عن طريق البحر، وربع التجارة العالمية من الغاز الطبيعي السائل يمر عبر هرمز، وتم تمرير نحو 76% من صادرات النفط الخام عبر هذا المضيق الاستراتيجي إلى الدول الآسيوية في العام الماضي (في المقام الأول الصين، الهند، اليابان، وكوريا الجنوبية) وفقا لوكالة الاستخبارات الأميركية.

وأنشأت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة شبكة من خطوط الأنابيب لتجاوز المضيق فإن هذه الطرق البديلة لا تحمل سوى كميات محدودة (3 ملايين برميل يوميا في عام 2018، بسعة إجمالية قدرها 6,8 ملايين) ولم يتم إنقاذها بعد أن حدث في آيار هجوم على خط أنابيب النفط السعودي من قبل المتمردين اليمنيين.

وأدت الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها ناقلات النفط في بحر العرب وحادثة ضرب الطائرة الأميركية دون طيار إلى إثارة اضطراب في حركة المرور وزعزعة في استقرار سوق النفط، إذ ارتفع سعر برميل نفط غرب تكساس بنسبة 6% يوم الخميس قياسا إلى نيويورك.

بالنسبة للبلدان المستهلكة، يبدو من الصعب إيجاد بديل، من حيث الحجم والجودة، للخام المستخرج من منطقة الخليج، بالتالي فإن النفط الخفيف الذي تنتجه الولايات المتحدة ليس بديلا عن النفط الخام الثقيل للشرق الأوسط، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أكبر منتج ومصدر خالص للنفط في العالم استوردت في عام 2018 نحو 1,4 ملايين برميل في اليوم من النفط الخام الذي يمر عبر مضيق هرمز والذي يمثل 7% من استهلاكها.تدين إيران التي تعتبر نفسها حامية الخليج، باستمرار وجود قوات أجنبية في المنطقة، بما في ذلك الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين، وهددت مرارا وتكرارا بإغلاق مضيق هرمز في حالة القيام بعمل عسكري في المنطقة، كما أن الحرس الثوري والجيش الإيراني يسيطران على العمليات البحرية في الخليج، وتعود أهم فترات تعطيل نقل النفط الخام إلى عام 1984، في خضم الصراع الإيراني – العراقي ( 1980-1988)، أثناء "حرب الناقلات" إذ تم تدمير أكثر من 500 سفينة.

وفي تموز عام 1988، تمّ إسقاط طائرة إيرباص (A300) تابعة للشركة الوطنية للطيران الإيراني، والتي تؤكد العلاقة بين بندر عباس ودبي، وكان تم إسقاطها بصاروخين من فرقاطة أميركية كانت تقوم بدورية في المضيق و(290) شخصا قتلوا، وادعى طاقم السفينة بأنه ضرب إيرباص لمقاتل إيراني يحمل نوايا معادية، وفي أواخر نيسان عام 2015، أوقفت قوارب الحرس الثوري سفينة حاويات في جزر مارشال في مضيق هرمز، وفي الشهر التالي، أطلقت قوارب الدورية الإيرانية طلقات تحذيرية في محاولة واضحة لاعتراض سفينة تجارية ترفع علم سنغافورة.

وفي آيار من عام 2018، انتعشت التوترات بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي وإعادة فرض عقوبات صارمة، واشتدت حدة التوترات في الآونة الاخيرة بسبب هجمات تخريبية ضد الناقلات النفطية في منطقة الخليج.

قد يهمك ايضا:

وزير الدولة السعودي يُحذِّر إيران من إغلاق مضيق "هرمز" 

مدمرة أميركية تحذر قوارب إيرانية في مضيق "هرمز"