" تايمزنيويورك" تُؤكِّد أنّ "داعش" نفَّذ 139 هجومًا في العراق

ذَكَرَ ضباط عسكريون عراقيون وأميركان أنه بعد مرور 5 أشهر على طرد مسلحي "داعش" من آخر معقل لهم في سورية فإن التنظيم يجمع الآن قوة جديدة له وينفذ هجمات حرب عصابات عبر العراق وسورية مع إعادة تفعيل شبكات تمويلية له وانتقاء مجندين جدد في مخيم يدار من قبل قوات سورية كردية حليفة.

ورغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رحب بإلحاق هزيمة كاملة بـ"داعش" هذا العام فإن مسؤولين عسكريين في المنطقة يرون العكس على أرض الواقع مقرين بأن ذيول التنظيم باقية.

رغم أنه لم تعد هناك مخاوف من أن تنظيم "داعش" سيكون قادرا على احتلال أرض مرة أخرى فإنه لا يزال لديه ما يقارب من 18,000 مسلح موزعين بين العراق وسورية. هذه الخلايا النائمة والفرق الضاربة نفذت هجمات قنص وكمائن وعمليات خطف واغتيالات ضد قوات أمنية وزعماء عشائريين.

يذكر أن التنظيم لا تزال لديه خزانة أموال منهوبة أثناء الحرب تقدر بحدود 400 مليون دولار تمت تخبئتها إما في العراق أو سورية أو هربت لبلدان مجاورة للحفاظ عليها. ويعتقد أيضا بأن التنظيم استثمر تلك الأموال في أنشطة تجارية اشتملت على مزارع أسماك وبيع السيارات وزراعة الحشيشة. ويستعين مسلحو "داعش" أيضا بعمليات الابتزاز لتمويل عمليات سرية. ويشار إلى أن المزارعين في مناطق شمالي العراق الذين يرفضون دفع جزية تتعرض محاصيلهم للحرق.

عبر الأشهر القليلة الماضية حقق تنظيم داعش بعض التغلغلات داخل مخيم الهول الواسع في شمال شرقي سورية في حين لم تتوفر هناك خطة للتعامل مع 70 ألف شخص في هذا المخيم الذي يضم آلاف من عوائل مسلحي داعش. ويشير مسؤولون أمنيون أميركان إلى أن معسكر الهول الذي يديره حلفاء من المقاتلين الكرد السوريين يعد مرتعا لفكر داعش ومكانا خصبا لتوليد مستقبليين.

وذكر المفتش العام للقوات الأميركية في تقرير له صدر مؤخرا أنه من المحتمل أن يستغل تنظيم "داعش" ضعف الإجراءات الأمنية في معسكر الهول لمحاولة تجنيد عناصر جدد وإعادة ضم عناصر آخرين تركوا ساحات القتال.

كان تقرير تقييمي جديد صدر عن الأمم المتحدة توصل لنفس الاستنتاجات، مشيرا إلى أن أفراد عوائل "داعش" المقيمين في معسكر الهول قد يشكلون خطرا إذا لم يتم التعامل معهم بشكل مناسب ومدروس.

هذه التوجهات، حسب وصف مسؤولين عسكريين وأمنيين عراقيين وأميركان ومسؤولين غربيين آخرين، تصور لحالة استعداد التنظيم للنهوض مرة أخرى، ليس فقط في العراق وسورية بل أيضا في مواقع أخرى من غرب أفريقيا إلى سيناء.

وقالت سوزان رين، مديرة المركز البريطاني المشترك للتحليلات الإرهابية، في مقابلة لها هذا الشهر مع مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت: "على الرغم من الضعف الذي يعيشه تنظيم داعش الآن فإنه لا يزال يعتبر حركة دولية، ونحن جميعنا معرضون لتهديداته. هذا لا يستدعي استغرابنا لما قد يحصل مستقبلا."

أحد الأدلة المهمة التي تشير إلى عودة تهديدات "داعش" هي كمية القنابل التي ألقتها الطائرات المقاتلة الأميركية ضدهم خلال الأشهر الأخيرة في العراق وسورية. واستنادا إلى معلومات القوة الجوية فإن الطائرات الحربية الأميركية ألقت خلال حزيران 135 قنبلة وصاروخا وهو أكثر من ضعف عدد الذخيرة التي القيت في شهر أيار الذي قبله.

بالنسبة إلى العراقيين في محافظات شمالي وغربي البلاد حيث كان تنظيم داعش ناشطا في السابق فإن مشاهد التهديد والترويع لم تختف أبدا، تباطأت الهجمات لكنها لم تتوقف أبدا. 

واستنادا لتقارير حصلت عليها "نيويورك تايمز" من قوات أمنية عراقية ومدنيين فإنه خلال الأشهر الستة الأولى فقط من هذا العام وقع ما يقارب من 139 هجوما في تلك المحافظات وهي كل من نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى والأنبار، راح ضحيتها 274 قتيلا، غالبيتهم من المدنيين واشتمل العدد أيضا على منتسبين للقوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي.

في تقرير آخر للجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن صدر في تموز جاء فيه بأن قياديي تنظيم "داعش" وعلى الرغم من هزيمتهم في العراق وسورية فإنهم يعدون أنفسهم للتأقلم مع الوضع الجديد ويهيئون أنفسهم لإعادة تنظيم صفوفهم للظهور مرة أخرى في هذين البلدين.
بعد سقوط المعقل الأخير لـ"داعش" في قرية الباغوز في سورية فإن ما تبقى من مسلحي التنظيم انتشروا عبر المنطقة مختبئين في مناطق نائية، ويحضرون الآن حسب مسؤولين أميركان لتأسيس تهديد طويل الأجل.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

الجيش السوري ينهي الاحتفاظ لصف ضباط مجندين منذ 2010

مقتل 87 من مسلحي داعش خراسان شرق أفغانستان