دمشق ـ جورج الشامي أكدت الولايات المتحدة، أن اتفاقها مع روسيا بشأن الهدف من مؤتمر "جنيف2" واضح، وهو نقل كل السلطات التنفيذية من الحكومة السورية إلى حكومة انتقالية، في الوقت الذي يبحث فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جدة الثلاثاء، في طبيعة التحرك السعودي الأميركي لإنهاء مأساة الشعب السوري"، فيما شدد الاتحاد الأوروبي على أنه "لا دور للرئيس بشار الأسد في مستقبل سورية"، تزامنًا مع إعلان موسكو أنها لا تخطط لعقد صفقات جديدة للسلاح مع سورية.
ورد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، على تعليق وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال فيه "على المعارضة ألا تحضر مؤتمر جنيف إن كانت تريد نقل السلطة"، مؤكدًا "كنا واضحين مع الروس، أن إحضار الحكومة السورية إلى طاولة المفاوضات، يعني أن الحل هو في نقل كل السلطات التنفيذية إلى حكومة انتقالية".
وأوضح وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة، "نحن ذاهبون إلى مؤتمر (جنيف 2) المرتقب لوقف العنف في سورية، وليس لنقل السلطة، ومَنْ يعتقد غير ذلك عليه ألا يذهب، نعتزم المشاركة في المؤتمر ولكن ليس من أجل تسليم السلطة، بل لهدف الشراكة الوطنية، وأن وقف العنف مقياس لمدى جدية الطرف الآخر لإنجاح هذا المؤتمر"، نافيًا استخدام القوات السورية لأية أسلحة كيمائية.
ويأتي هذا الموقف وسط استعدادات دولية لعقد مؤتمر دولي لحل الأزمة السورية، بمشاركة ممثلين عن حكومة الرئيس بشار الأسد والمعارضة، وذلك بمبادرة من موسكو وواشنطن، والذي كان مفترضًا عقده في حزيران/يونيو الجاري، لكنه أُرجئ إلى موعد لم يحدد بعد.
وأعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، للصحافيين بعد وصوله إلى جنيف، أن "روسيا لا تخطط لعقد صفقات جديدة للسلاح مع سورية".
وأكدت منسقة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون، في حديث صحافي، أن "لا دور للرئيس بشار الأسد في مستقبل سورية"، مشددةً على "وجوب أن تتمثل الأولوية الأولى في إيجاد حل سياسي يمَكن من بدء مرحلة انتقالية تقود إلى الوحدة والديمقراطية الشاملة، وأن نقاشات إيجابية تجري بين أطراف المعارضة".
وجددت آشتون "دعم الاتحاد الأوروبي المسار السياسي في الكامل، وأن الاتحاد سيكون شريكًا قويًا  في المسار السياسي إلى جانب الشعب السوري في الحاضر والمستقبل للمساهمة في بناء سورية".
واعتبر رئيس اللجنة القانونية للائتلاف السوري المعارض هيثم المالح، في حديث لصحيفة "عكاظ" السعودية، أن "المعارضة تفطن تمامًا للخدع التي تمارسها حكومة بشار الأسد الدموية وحلفاؤها ضدها، من خلال إعلانها حضور مؤتمر (جنيف2)"، مؤكدًا المالح أن "المعارضة لن تنساق إلى جنيف للاستسلام لأية مؤامرات أو خطط تحت لافتة التسوية السياسية، وأن موقفها الثابت والموحد من أنه لا تسوية تبقي على نظام قتل أكثر من 100 ألف سوري وشرد الملايين إلى خارج ديارهم وأصاب عشرات الآلاف بالعاهات".
ولفت المالح إلى أن "الهدف الرئيس للمعارضة، هو تمتين الائتلاف ومتابعة الوضع الميداني"، مشيدًا بـ"الخطوة التي جرت في اجتماع الدوحة لـ(أصدقاء سورية) بدعم الجيش الحر، حتى يستطيع التصدي لخطط ومؤامرات الحكومة السورية وحلفائها لا سيما روسيا وإيران".
وقالت مصادر دبلوماسية، "إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يصل الثلاثاء إلى جدة سيناقش مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل نتائج اجتماعات (أصدقاء سورية)، والذي عقد في الدوحة أخيرًا، وطبيعة التحرك السعودي الأميركي لإنهاء مأساة الشعب السوري".