لمصور الصحافي الأميركي لوك سومرز

اقتحمت القوات الخاصة الأميركية (الكوماندوز)، صباح السبت، قرية جنوب اليمن، في محاولة لتحرير المصور الصحافي الأميركي، الذي احتجزته القاعدة، ولكن الغارة الأميركية انتهت بصورة مؤسفة، حيث قتل الخاطفين الرهائن، وهما المصور الأميركي ورجل من جنوب أفريقيا.

وقتل الخاطفون، وهم متشددون من تنظيم "القاعدة"، الرهينتين الأميركي لوك سومرز، وبيار كوريكي، مدرس من جنوب أفريقيا، عندما أدركوا أنّ الولايات المتحدة تبذل جهودًا لإنقاذهما.

وأكّدت مصادر مطّلعة أنَّ "الرئيس باراك أوباما سمح بتنفيذ عملية الإنقاذ، التي قادتها فرقتين من البحرية، و6 من الكوماندوز، بعد تهديد (القاعدة في اليمن) عبر تسجيل مصوّر، بقتل سومرز، حال لم تنفذ الولايات المتّ؛دة مطالب التنظيم في 72 ساعة من نشر التسجيل".

وتعدّ الغارة العملية الفشالة للقوات الأميركية في لإنقاذ سومرز، في أقل من أسبوعين، فيما أثار مقتل الرهينتين فضلاً عن ثمانية من المدنيين اليمنين، تساؤلات جديدة عن جدوى اعتماد إدارة أوباما على القوة العسكرية لتحرير مواطنيها المقبوض عليهم فضلاً عن تساؤلات في شأن توقيت الغارة.

وكان من المتوقع أن تطلق القاعدة سراح كوريكي، الأحد، وذلك وفقا لما ذكرته منظمة الإغاثة من الكوارث، التي أكّدت أنها "تفاوضت على إطلاق سراح المدرس بنجاح".

يذكر أنَّ "سومرز كان جزءًا من مجموعة من الصحافيين المستقلين، الذين ذهبوا لليمن لتغطية أخبار انتفاضة اليمن في 2011، وظل هناك يعمل كمحرر ومصور صحافي".

وأبرز زعيم قبيلة في القرية، التي شنت عليها القوات الأميركية الغارة في محافظة شبوة الجنوبية، طارق العولقي أنّ "قوات الكوماندوز داهمت أربعة منازل، وقتلت على الأقل اثنين من المتشددين، وثمانية من المدنيين، من بينهم رجل مسن، يبلغ من العمر 70 عامًا".

وأضاف العولقي أنّ "إطلاق النار أثار الذعر بين سكان القرية، الذين أمضوا، السبت، في دفن جثث موتاهم، وجمع الطلقات الفارغة".

وكانت العملية بالاشتراك بين قوات البحرية الأميركية مع ستة "كوماندوز"، وقوات مكافحة الإرهاب اليمنيّة، قد داهمت القرية تحت جنح الظلام، فجر السبت، تجنبًا لأية مفاجأة، لأن المكان الذي يحتجز به الرهائن يحرسه 6 من الرجال المسلحين.

وكشف مسؤول عسكري أميركي، من مراقبي العملية، التي بدأت مساء الجمعة، أنه "من الصعب الوصول إلى الرهائن، قبل تلقي الخاطفين تحذيرًا بوصول القوات الأميركية".

وأضاف "استخدمنا عنصر المفاجأة حتى لا يجد الخاطفون وقتًا كافيًا لقتل الرهائن"، إلا أنَّ قوة الكوماندوز الأميركي، المدججة بالسلاح، ونظارات للرؤية الليلية، فشلت في الحفاظ على حياة الرهائن، لأن الخاطفين علموا بالعملية، وقتلوا الرهائن، وفروا هاربين.

وزعم  المسؤولون الأميركيون أنّهم "لم يكن لديهم أية معلومات عن ترتيبات للإفراج عن كوريكي"، فيما أكّد مدير المؤسسة الخيرية امتياز سليمان أنَّ "الاتصالات والوساطات القبلية توصلّت إلى اتفاق الإفراج عن كوريكي، الأحد، والذي اختطف هو وزوجته يولاند في أيار/مايو 2013".

وأشار سليمان إلى أنّه "أطلق سراح السيدة كوريكي دون فدية، في كانون الثاني/يناير الماضي، بعدما أجرت منظمة الإغاثة في جنوب أفريقيا اتصالات مع زعماء القبائل في اليمن، لإطلاق سراح الرهائن".