طهران ـ مهدي موسوي أكدت مجموعة من شخصيات المعارضة الإيرانية في المنفى على مختلف توجهاتها السياسية أن استبعاد المرشحين يدل دلالة واضحة على أن انتخابات الرئاسة الإيرانية تفتقد إلى الشرعية. وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن شخصيات المعارضة الإيرانية تناست اختلافاتها، وتوحدت من أجل إدانة انتخابات الرئاسة الإيرانية ، التي وصفتها بأنها "مجرد تمثيلية"، كما ترى أن استبعاد المرشحين أفقد الانتخابات شرعيتها.
وينتمي الإيرانيون في المنفى إلى جماعات سياسية مختلفة تضم الجمهوريين واليساريين والمناصرين للملكية والحركة الخضراء، وتجمع هؤلاء في مؤتمر استغرق يومين في أستوكهولم، مع نهاية الأسبوع الماضي، تحت مظلة جماعة واحدة تطلق على نفسها "من أجل الديمقراطية في إيران" لدراسة العملية الانتخابية.
وقام مجلس صيانة الدستور باستبعاد عدد كبير من المرشحين لانتخابات الرئاسة من بينهم الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رافسنجاني الذي تدعمه المعارضة، ولم يسمح المجلس سوى بعدد ثمانية مرشحين فقط.
وصدر بيان في ختام المؤتمر يصف الاقتراع المقبل بأنه "إهانة للإيرانيين" ويقول إنه ينتهك حقهم في انتخابات حرة.
وأضاف البيان "أن سياسات الجمهورية الإسلامية داخليًا وخارجيًا خلقت العديد من الأزمات، ووضعت إيران في موقف محفوف بالمخاطر"، وفي ظل هذه الظروف، كما يقول البيان، فإن "الحكومة الإيرانية سوف تجري انتخابات ليست حرة ولا عادلة، ولا تتفق مع المعايير الدولية".
ويبدو أنه على الرغم من عدم اتفاق تلك المجموعة على مستقبل إيران إلا أنها تتفق على أن الانتخابات الحرة هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية الراهنة في إيران.
وقال البيان "إن مغامرة النظام في السياسة الخارجية ضحت بمصالح إيران القومية على نحو معاكس، كما أنها تخدم وجهات نظر قلة، وتعرض إيران لعزلة غير مسبوقة".
وأشار البيان إلى "أن انتخابات حرة وعادلة هي أكبر سبيل واقعي لتوحيد وجهات النظر المتعارضة، وتمهيد الطريق أمام تحقيق الديمقراطية، وإنقاذ اقتصاد إيران من الدمار والفوضى".
وأكد المشاركون في المؤتمر أنهم لا يمثلون جماعاتهم السياسية، وأنهم حضروا المؤتمر بصفتهم الشخصية، وكان من بينهم أحد مؤسسي الحرس الثوري محسن سازيغارا، والذي اختلف مع السلطات الإيرانية.
ويقول محسن سازيغارا إنهم جميعًا على قناعة بأن الديمقراطية الحقيقية يمكن أن تنقذ إيران، وليس الديمقراطية المصطنعة التي يمارسها النظام.
لكن منتقدي هؤلاء يقولون إن جماعة (من أجل الديموقراطية في إيران) لا تتمتع بنفوذ قوي بسبب وجودها في المنفى، كما أنها لم تنجح في جذب أنصار لها في الداخل على الرغم من قيامها بعقد ثلاثة مؤتمرات مماثلة في السابق.
ويعترف أنصار هذه الجماعة بأنها لم تجنِ ثمارها بعدُ، ولكنها وللمرة الأولى تنجح في جمع شخصيات معارضة بارزة كانت في السابق ترفض التجمع معًا.
وعلقت وسائل إعلام النظام الإيراني على ذلك بقولها "شعار الانتخابات الحرة الذي ترفعه هذه الجماعة ما هو إلا ذريعة تمهد الطريق للتدخل العسكري في إيران".
ووصفها نادي شباب الصحافيين بأنها "جماعة من الإرهابيين، الذين يعتنقون أفكار معادية لإيران والإسلام".
وعُقد مؤتمر ستوكهولم في البرلمان السويدي بدعوة من "الحزب السويدي الديموقراطي"، وتكهن عضو البرلمان السويدي فردريك مالم بألا تشهد إيران تغييرًا عبر صناديق الاقتراع، واصفًا الانتخابات الإيرانية بأنها "ليست حرة"، وبأنها "غير عادلة"، وقال "إن النظام الإيراني لا يؤمن بضرورة احترام المعايير الدولية".