دمشق ـ جورج الشامي أكدت مصادر المعارضة السورية، مقتل 16 شخصًا من مدينة حرستا في ريف دمشق قضوا تحت التعذيب في سجون دمشق، في حين تقصف القوات الحكومية بعنف أحياءً عدة في حمص، فيما سيطر الجيش الحر "المعارض" على آخر الحواجز الحكومية في درعا، تزامنًا مع خروج آلاف السوريين في معظم المدن والبلدات والقرى في تظاهرات مناهضة للحكومة وتنتقد المعارضة في الوقت نفسه، في جمعة "ثورة متوقّدة ومعارضة مقعدة".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فجر الجمعة، أن 16 شخصًا من مدينة حرستا في ريف دمشق قضوا تحت التعذيب في سجون الجيش الحكومي في دمشق، ونقلت جثثهم إلى أحد مستشفيات العاصمة لتسليمها إلى ذويهم، كما دارت اشتباكات على المحور الغربي لمدينة المعضمية عند منتصف ليل الخميس الجمعة، رافقها قصف حكومي على مناطق في المدينة، فيما وجه أحد أطباء مستشفى ميداني في إحدى ضواحي العاصمة، نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، للتحرك العاجل لإنقاذ أرواح من وصفهم بـ "الآلاف من أبناء مدينة معضمية الشام في ريف دمشق الذين لن يصمدوا حتى رمضان المقبل"، ونقل المرصد عن الطبيب، الذي رفض كشف اسمه خشية الملاحقة الأمنية، قوله إن المئات من العائلات في المعضمية لا يجدون غذاءهم من الخبز أو الخضار أو الفواكه، إضافة إلى فقدان كامل الدواء منذ 3 أشهر.
وأضاف المرصد، "أدت المواجهات بين القوات الحكومية وعناصر المعارضة في بلدة البحارية في الغوطة الشرقية إلى مقتل عنصرين مسلحين، كما تعرضت مدينة دوما للقصف من جانب الجيش الذي أطلق عددًا من القذائف على المدينة، وفي دمشق، دارت مواجهات بين الجيش والمعارضة في حي القابون وأطراف مخيم اليرموك، وقتل معارض متأثرًا بجراح أُصيب بها جراء القصف من قبل القوات النظامية على مدينة داريا، ودارت اشتباكات على طريق مطار دمشق الدولي بالقرب من بلدة بيت سحم، رافقها قصف من قبل القوات السورية على المنطقة، كما تعرضت أطراف بلدة عين ترما للقصف عند منتصف الليل، وكذلك تعرضت منطقة المادنية في حي القدم للقصف، كما قتل مقاتلان من الكتائب المعارضة خلال اشتباكات عند أطراف حي القابون، ويتزامن ذلك، مع انقطاع متعمد من قبل الحكومة بشكل تام للتيار الكهربائي والمياه والمشتقات البترولية والاتصالات منذ نحو 8 أشهر، وغالبية المتضررين من الحصار هم من النساء والأطفال والجرحى، حيث يقدر عددهم بنحو 6 آلاف طفل وامرأة، بالإضافة إلى إلى أكثر من 850 جريحًا بحاجة إلى استكمال المعالجة، في حين تجددت الاشتباكات بين الجيش السوري والمعارضة في بعض أحياء مدينة حلب، كما تعرضت بلدة حريتان في ريف المدينة للقصف من قبل سلاح الجو، وفي حمص، يستمر القصف على الأحياء القديمة، وتجري أعنف المعارك على جبهة حي باب هود ووادي السايح، حيث تحاول القوات الحكومية اقتحام الحيين، وفقًا لأحد سكان المنطقة حسن أبو الزين، الذي قال إن القوات الحكومية تستخدم إسطوانات مملوءة بالمتفجرات، وتعتمد سياسة الأرض المحروقة، ويوجد مقاومة شرسة من الجيش الحر، فيما يتعرض سهل الغاب في ريف حماة إلى قصف مدفعي للقوات الحكومية، وقامت قوات الأمن بحرق منازل للمدنيين في قرية الرملة.



وقالت لجان التنسيق المحلية في سورية، "إن سبعة أشخاص معظمهم من النساء قُتلوا في قصف من قبل القوات الحكومية على بلدة الكرك الشرقي في درعا، بعد أن أعلن الجيش السوري الحر "المعارض" سيطرته على آخر حاجز حكومي فيها هو حاجز البنايات، وذلك بعد هجومين انتحاريين بعربة مدرعة وسيارة على الحاجز، وأظهرت صور خاصة لقناة "الجزيرة" لحظة تفجير الحاجز، يأتي ذلك في وقت تشهد فيه معضمية الشام في ريف دمشق أوضاعًا إنسانية صعبة للغاية.
وفي دير الزور، قال الناطق باسم الجبهة الشرقية لهيئة الأركان عمر أبو ليلى لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن انفجارًا ضخمًا سمع صوته داخل مطار دير الزور العسكري، وأن الجيش الحر منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة يمطر كتيبة الصواريخ ومطار دير الزور العسكري بكل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، فيما أرجع الناطق باسم الجبهة الشرقية سبب التأخر في السيطرة على المطار إلى أنه "لم يتم حتى الآن استلام أي دفعات من الأسلحة أو الذخيرة سوى الشيء اليسير الذي لا يكفي لكتيبة واحدة".
وخرج آلاف السوريين في معظم المدن والبلدات والقرى السورية في تظاهرات مناهضة للحكومة، في جمعة "ثورة متوقّدة ومعارضة مقعدة"، وقالت صفحات الثورة السورية "إن الهدف من التسمية هو رسالة إلى المعارضة التي أخذت من الثورة الشهرة والظهور، ولم تقدم لها سوى اللهث وراء الكراسي والركض خلف المناصب، تؤكد أنهم لو فكروا في الشعب كما فكروا في مصالحهم لتغير الموقف"، ومن المناطق التي خرجت فيها تظاهرات شهدت ريف دمشق الغربي مسيرات عدة نددت بالأعمال الوحشية للحكومة السورية، وطالبت بالقصاص من لصوص الثورة ومتسلقيها، وخرجت تظاهرة في زاكية في الريف الدمشقي طالبت بإسقاط المكتب العسكري والمجلس العسكري والمحلي في المدينة، وفي المليحة وبيت سحم ودوما في الريف خرجت تظاهرات طالبت بإسقاط النظام ودعم الجيش الحر، وفي إدلب كالعادة خرجت حاس وكفر نبل ومعرة مصرين، وفي درعا البلد، وفي بستان القصر في حلب، وحي الوعر في حمص، وغيرها من المحافظات، وفي القامشلي شمال سورية خرجت تظاهرتين في الحي الغربي والشرقي، وقامت عناصر تابعة لحزب الاتحاد الكردي بالهجوم على المتظاهرين، واعتقال العديد من النشطاء، كما تم إحراق مكتب حزب ازادي في المدينة، واقتحام مكتب حزب يكيتي، واعتقال جميع من فيه، كما تم حرق مكتب حزب البارتي في قامشلو، في الحيين الغربي والشرقي، وحرق مركزي روني واقتحام مركز زلال، وهما للثقافة الكردية، كما قامت هذه القوات بإغلاق جميع المحلات في قامشلو، وهناك انتشار كثيف لعناصر الـ(ي ب ك) في جميع شوارع القامشلي، وتمنع التظاهرة من أجل نصرة عامودا، كما تقوم عناصر هذه القوات بإنزال الإعلام الكوردية المرفوعة فوق أسطح المنازل في قامشلو تحت تهديد السلاح، وهناك إطلاق نار متقطع في عامودا، ونداء عبر مكبرات الجامع الكبير تهدد الجماهير الكردية بالقتل حال خروجهم الجمعة من منزلهم.
وأكد مصدر في وزارة الخارجية المصرية، أنه لا نية لدى القاهرة لتسليم مقر السفارة السورية إلى الائتلاف المعارض، الذي لديه مقر بالفعل، مشيرًا إلى أن فكرة تسليم مقر السفارة غلى الائتلاف "غير مطروحة من الأساس"، وأنه تجري حاليًا اتصالات لتنظيم العلاقات القنصلية بين الجانبين، حفاظًا على مصالح المصريين في سورية ومصالح السوريين في مصر.