الجيش المصري

أكّد محلّل عسكريّ إسرائيليّ أنه لا يوجد أي جيش في المنطقة العربية قادر على تشكيل تهديد استراتيجي لإسرائيل، بعد أن أصبح الجيش المصري "أجوف ومهمل"، في حين انتهت القدرة الهجومية للجيش السوري، المتورط في حرب أهلية منذ أعوام.

وبيّن المحلل العسكري الإسرائيلي آلون بن ديفيد، في مقال له، أنَّ "الجيش السوري لن يعود كجيش لديه قدرة هجومية في المستقبل المنظور، أما الجيش المصري، الذي يواصل التزود بسلاح غربي، هو جيش أجوف ومُهمَل، إذا أخطأ وحاول اجتياز سيناء سوف يكتشف أنّ بإمكان التكنولوجيا الإسرائيلية تدميره عن بعد، دون أيّ عناء يذكر".

وتناول آلون بن ديفيد، في مقال له، التحديات التي تواجه رئيس الأركان الاسرائيلي الجديد الجنرال جادي إيزنكوت، الذي سيخلف بيني جانتس، مبرزًا أنَّ "جيش إيزنكوت، لن يكون بحاجة للتدريب على التصدي للجيوش الأجنبية التي ستغزو أرضه، فللمرة الأولى منذ إنشاء الدولة، لم يعد أي جيش أجنبي يهدد إسرائيل، وهذه فرصة لإعداد الجيش لمواجهة التحديات التي مازالت تهددنا".

واعتبر أنَّ "التهديد الوحيد على إسرائيل يتمثل في التنظيمات الإسلامية القريبة من حدود فلسطين"، مشيرًا إلى أنّه "حتى إذا كان تركيزها لا ينصب علينا، في المرحلة الراهنة، فلن يبتعد اليوم الذي سينشغلون فيه بنا. في هضبة الجولان تسيطر عناصر جبهة النصرة (القاعدة) على طول معظم حدودنا، وفي الجيش الإسرائيلي يؤكدون أنهم ليسوا عناصر داعش، لكن من يشاهدهم يقطعون رؤوس جنود سوريين يصعب عليه إيجاد اختلاف حقيقي في الأسلوب".

وأضاف بن ديفيد "عاد حزب الله في لبنان واحتل مواقع بارزة على طول الحدود وهو ما لم يتجرأ على القيام به على مدى 8 أعوام، صحيح إن حزب الله غارق حتى الثمالة في الحرب السورية، والدفاع عن معاقله في لبنان، وليس معنيًا بخوض حرب مع إسرائيل، لكن وفقًا لكل الدلائل، فقد قرر إعادة فتح جبهة فاعلة ضدنا في مزارع شبعا، ما يزيد احتمالات الانزلاق لحرب على هذه الحدود".

وأردف، في الضفة الغربية والقدس هناك وضع جديد، حتى إذا لم يكن انتفاضة، فإن لديه الحافز الكامل كي يتحول لانتفاضة، مستويات عنف متصاعدة، أجواء متطرفة بين اليهود والعرب، وأكثر من ذلك معركة انتخابية من شأنها أن تعيد مجددًا صعود المهووسين بالحرائق إلى جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف).

وتابع "على حدودنا الغربية، مصر، هناك تنظيمان إرهابيان يواصلان ترسيخ أقدامهما، الأول يتبع داعش والثاني مع القاعدة، وكلاهما في الحقيقة غير مهووسين بنا، صحيح أن الجيش المصري يحاول مجددًا فرض سيادته على سيناء، لكن هذه التنظيمات، التي لم تعد تعمل منذ فترة، وفقًا للتوجيهات من غزة، ستعود وتصبح مصدر إزعاج".

وأشار إلى أنه "تحديدًا أمام غزة بدت عملية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مفيدة، وفي الأسابيع الماضية، بدأ السيسي في العمل داخل رفح المصرية دون المحكمة العليا، ودون منظمة (بتسيلم) الحقوقية، كما اعتاد رئيس الحكومة الراحل رابين أن يقول. يجتث (السيسي) ببساطة كل المباني في قطاع كيلومتر ونصف من جنوب الحدود مع غزة، ويقيم منطقة عازلة ربما تحول (الجرف الصامد) إلى قصة نجاح".

وتابع "صحيح أنَّ حماس تنفذ، يوميًا تقريبًا، تجارب على إطلاق الصواريخ للبحر، وهذه إشارة واضحة على أنهم استأنفوا التصنيع الذاتي للصواريخ، لكن إذا ما نجح السيسي في تفكيك طريق الأنفاق السريع في محور فيلادلفيا، سيتعذر عليهم تجديد مخزونهم وسوف تتأجل جولة القتال المقبلة لوقت طويل، هناك سبب لتفاؤل حذر، لاسيما في غزة، وهناك فرصة أن نحظى هناك بفترة هدوء طويلة للغاية".