صنعاء ـ علي ربيع احتضنت أكبر مقبرة وسط العاصمة اليمنية صنعاء، صباح الخميس، أغرب حدث ثقافي تشهده البلاد، بعد أن اتخذها مجموعة من الأدباء والفنانين اليمنيين، مسرحًا لإبداعتهم الشعرية والقصصية ولوحاتهم التشكيلية والكاريكاتورية، في رسالة رفض صارخة تعبر، على حد قولهم، عن "موت المؤسسات الثقافية في بلادهم ، كما تعكس احتجاجهم المحمل بالسخرية إزاء ما تواجهه الثقافة اليمنية من تهميش رسمي، وما يعانيه المبدعون من إهمال حكومي".
وفي حين شهدت الفعالية التي أقيمت بين جدران مقبرة"خزيمة"، وسط العاصمة صنعاء، وعلى بعد شارع واحد من القصر الجمهوري، حضور العشرات من الأدباء اليمنيين الشباب، حفلت بإلقاء القصائد شعرية، والقراءت القصصية، كما تزينت خلالها جدران المقبرة بلوحات ثلاثة من الفنانين، تتقدمهم لوحات التشكيلية اليمنية الدكتورة آمنة النصيري، إلى جانب رسومات كاريكاتورية للفنانين، محمد غبسي، وهشام شرف.
وكان رئيس لجنة الإعلام والثقافة في البرلمان اليمني النائب عبده الحذيفي، هو الشخصية الرسمية الوحيدة التي سارعت إلى حضور الفعالية، تضامنًا مع الموقف الذي أراد المبدعون اليمنيون نقشه في حضرة الأموات، كما شهدت حضور رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في صنعاء، الأديب والشاعر محمد القعود، الذي اصطحب معه مكبرًا للصوت، لغرض استخدامه أثناء الفعالية.
وفيما أكد المشاركون، أن هذه الفعالية الثقافية لن تكون الأخيرة بالنسبة لهم، حتى تلتفت الجهات المعنية لمطالبهم، حمل النائب البرلماني، عبده الحذيفي الحكومة مسؤولية التدهور الذي بات يعصف بالثقافة اليمنية، وإهمالها للمبدعين ورعايتهم، واعدًا باستدعاء وزير الثقافة اليمني لمساءلته أمام البرلمان بخصوص هذا التقصير الحكومي.
وكانت السلطات اليمنية، قد أعلنت قبل أيام مدينة تعز"جنوب البلاد" عاصمة للثقافة اليمنية للعام 2013، في حين يرى المبدعون اليمنيون، أن "ما تحتاجه الثقافة في البلاد، أكثر من إعلان مدينة بعينها عاصمة للثقافة، وأن عليها أن تهتم بتشجيع المبدعين ورعايتهم وتقديم الحوافز المادية لهم، وطباعة أعمالهم ونشرها، إلى جانب وضع خطط تكفل إحداث فعل ثقافي على صُعد المسرح والسينما والمعارض الفنية".