بغداد ـ جعفر النصراوي احتفل أتباع الديانة الايزيدية في العراق الجمعة، بحلول عيد الصوم  بطقوس دينية واجتماعية ودعوات للسلام والمحبة للبشرية، وتعد الديانة الإيزيدية، بقايا ديانة شرقية قديمة ما تزال تحتفظ ببعض التقاليد والعقائد التي تعود لشعوب وادي الرافدين الموغلة في القدم، والتي جددها الشيخ عدي بن مسافر في القرن التاسع للميلاد، وهي ديانة غير تبشيرية تؤمن بوجود الله وتؤدي طقوسها باللغة الكردية.
وقال رجل الدين الإيزيدي شيخ دشتي إنَّ "الايزيدية احتفلوا بقدوم عيد الصوم والتي تسمى باللغة الكردية (روزين ئيزي) أي الصوم للرب"، مبينا أنَّ "هذا العيد يصادف الأول من شهر كانون الأول بحسب التقويم الشرقي".
وأضاف دشتي أنَّ "الإيزيديين يصومون ثلاثة أيام متتالية تسبق العيد، وفي اليوم الرابع يحتفلون بعيد الصوم"، داعيًا الجميع إلى"السلام والخير والمحبة للبشرية".
وأشار دشتي إلى أنَّ "الايزيدية يؤدون طقوس ومراسم دينية واجتماعية خلال هذا العيد، حيث يزورون قبور موتاهم ويقدمون القرابين والخيرات، بزيارتهم للمعبد الرئيس (لالش) فضلًا عن تبادل الزيارات والصلح بين المتخاصمين"، لافتاً إلى أنَّ "فلسفة الديانة الايزيدية تؤكد على عمل الخير والعطاء للجميع دون تفرقة".
ويحتفل أبناء الطائفة الايزيدية بسبعة أعياد سنوياً هي، سرسال، وروزين ئيزي، وجما، وجلى هافين، وجلى زستان، وبيلنده، وقوربان، وخضر إلياس، ويتراوح عدد أيام الاحتفال بها بين يوم واحد وسبعة أيام.
وقررت رئاسة إقليم كردستان، في العام 2009، اعتبار أيام الأعياد الرئيسة للطائفة الإيزيدية عطلة رسمية في المناطق التي تقطنها غالبية ايزيدية في الإقليم.
يذكر أنَّ عدد معتنقي الديانة الإيزيدية في العراق يبلغ أكثر من نصف مليون شخص، ويسكن معظمهم في مناطق تابعة لمحافظتي نينوى، ودهوك، مثل سنجار، وشيخان، وتلكيف، وبعشيقة، وسيميل، وزاخو، إضافة إلى وجود نحو 20 ألف إيزيدي هاجروا من البلاد منذ بداية التسعينيات إلى أوروبا ويتمركز غالبيتهم في ألمانيا والسويد، ويعد معبد لالش الذي يقع في منطقة شيخان في محافظة نينوى المركز الديني الرئيسي لمعتنقي هذه الديانة.