الدوحة ـ العرب اليوم  دعا الخبراء المشاركون في ورشة عمل "تحديات بناء القدرات في مجال التراث الثقافي غير المادي في الدول العربية" والتي نظمتها وزارة الثقافة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألسكو) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، خلال الفترة من 14إلى 17 كانون الثاني/ يناير  الجاري وبمشاركة 18 دولة عربية بالدوحة في بيانهم الختامي اليوم الدول العربية التي لم تصدق على اتفاق صون التراث الثقافي غير المادي الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو " عام 2003 م إلى التصديق عليها مؤكدين على أهمية وضع برنامج زمني لتنظيم دورات تدريبية في كل الدول العربية في هذا المجال.
وطالب خبراء التراث المنظمة العربية للتربية والثقافة العلوم " ألكسو" بالإضلاع بدور أكبر في توثيق التراث غير المادي والعمل على إعداد قاعدة بيانات دقيقة بالتنسيق والتعاون مع الدول العربية وذلك لتقديم ملفات عربية مشتركة في كل ما يتشابه عربيا لدى اليونسكو، وكذا العمل على إنشاء مراكز خاصة بالتراث غير المادي في الدول العربية فضلا عن توفير الموارد البشرية والمالية بما يمكن القائمين على حفظ التراث من مهمتهم.
كما أكد البيان الختامي على أهمية دراسة التشريعات والأطر القانونية لصون التراث العربي غير المادي ودراسة التجارب العربية القائمة بالفعل في هذا الشأن، والعمل على تبادل المعلومات والخبرات عربيا بالإضافة إلى توحيد المصطلحات الخاصة بالتراث غير المادي، متوجهين في ختام بيانهم بخالص الشكر لدولة قطر ووزارة الثقافة والفنون والتراث ممثلة في إدارة التراث على حسن تنظيم هذه الفعالية و كرم الضيافة، مؤكدين أيضا أن الورشة القادمة سوف تخصص لدراسة التشريعات والقوانين التي تصون التراث غير المادي.
ومن جانبه قال السيد حمد حمدان المهندي مدير إدارة التراث بوزارة الثقافة إن الورشة انطلقت تنفيذا لقرار أصحاب السعادة وزراء الثقافة العرب في المنامة  نهاية العام الماضي وجاءت احتفاء بمرور 10 سنوات على اتفاق صون التراث غير المادي التي أعدتها اليونسكو العام 2003، مشيرا إلى أن الورشة استطاعت من خلال المناقشات تقديم الأهداف والمفاهيم الرئيسية لاتفاق صون التراث وآليات التعاون الدولي  بالإضافة إلى تحديد التحديات التي تواجه الدول العربية في حماية تراثها غير المادي، مؤكدا أن من أهم هذه التحديات هي عدم وجود تشريعات محكمة تحافظ على هذا التراث، وكذلك عدم وجود قاعدة بيانات واضحة لتوثيق هذا التراث، وعدم وجود الدعم المادي الكافي وعدم التأهيل الجيد للمتعاملين مع هذا التراث.
وأضاف أن الورشة حرصت على إحداث التوازن بين الجانبين التدريبي والتنسيقي بين المسؤولين العرب أصحاب القرار لتفعيل التدريب في مجال التراث الثقافي غير المادي وإقامة مركز للتراث الوطني لتدريب الشباب بجمع التراث الشعبي وتوثيقه وصيانته ومساهمة وسائل الإعلام في الترويج والتعريف بالتراث والتقاليد الشعبية.
وكانت الورشة قد افتتحها سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث يوم الاثنين الماضي ودعا فيها إلى أهمية التعاون العربي والدولي لحفظ التراث غير المادي، مؤكدا أن دولة قطر تصون تراثها.
وقد ناقشت الورشة على مدار أربعة أيام عددا من الموضوعات أهمها دور الدول العربية في تنفيذ اتفاق 2003 ، تحديد التراث وحصره، التراث الثقافي غير المادي وعلاقته بالتنمية المستدامة، والسياسات والمؤسسات المتخصصة في مجال التراث غير المادي، والتنفيذ على المستوى الدولي والمساعدات الدولية، وكيفية دعم التعاون العربي في هذا المجال وغيرها من موضوعات تصب جميعها في دعم صون التراث الثقافي غير المادي في العالم العربي.