وزير الثقافة المغربي محمد امين الصبيحي بالندوة التي حضرها في المعرض الدولي للكتاب
الرباط ـ منال وهبي
هدد وزير الثقافة المغربي، محمد أمين الصبيحي، بتقديم استقالته من حكومة عبدالإله بنكيران، في حال لم يتسن له تنفيذ التزاماته، كاشفًا عن عراقيل تحول من دون تنفيذ إستراتيجيته للمغرب الثقافي في أفق 2020، إذ يمتنع بعض مسؤولي المدن الكبرى عن مدّ يد المساعدة لتهيئة الأرضية الصلبة لتنزيل مقتضياتها التنزيل
السليم على أرض الواقع.
وجاءت تصريحات الصبيحي، خلال ندوة حضرها في المعرض الدولي للكتاب، الإثنين، تعني بـ"السياسات الثقافية أي إستراتيجية للنهوض الثقافي"، حيث لوّح بالانسحاب بالقول "إذا لم أف بالتزاماتي سأكون أول المنسحبين من الحكومة"، معربًا عن أسفه مما اعتبره "لا مبالاة مسؤولي المدن الكبرى"، موضحًا أنه "راسل عددًا منهم يطالب بتوفير بقع أرضية لتشييد مؤسسات ثقافية، فلم يتلق أي رد بالإيجاب، وأنه قدم نموذجين لهذا التعامل، الأول يهم مدينة الرباط، حيث تقدم العام الماضي برسالة إلى مسؤولين، فضل عدم ذكر أسمائهم، يعلن عبرها عن مشروع لنقل المعهد الوطني للموسيقى الكائن في أكدال، والمتواجد حاليًا في عمارة غير لائقة، لكنه لم يتلق أي إجابة في وقت يلزم مبلغ ثلاثين مليون درهم ( ما يعادل 3600000 دولار) لبنائه، والثاني يخص مدينة الخميسات، حيث وجه رسالة إلى المحافظ للبحث في إمكان يإيجاد بقعة أرضية لبناء مؤسسة ثقافية متكاملة، وتفاجأ بالجواب الذي جاء متأخرًا بعد 6 أشهر من الانتظار، ليخبرونا أنه ليس باستطاعتهم شراء تلك الأرض"، على حد قوله.
ولفت وزير الثقافة إلى أن السياسة الثقافية رغم ضعف موازنة الوزارة، التي لم تتجاوز حتى الآن عتبة 0.3 في المائة من مجموع الموازنة العمومية للدولة، مضيفًا أن "رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران وعدنا أنها ستصل إلى واحد في المائة في أعقاب السنتين أو الثلاث المقبلة"، كاشفًا عن أنه قبل مرحلة تنزيل مقتضيات إستراتيجية المغربية الثقافي 2020، يجب العمل على ضرورة حل إشكالين حيويين هما، الأول يتعلق بالبنية التحتية الثقافية، إذ لا يكفي ما يتوافر حاليًا من عدد لمؤسسات العرض الثقافي، والثاني إعادة النظر في آليات الدعم التي أصبحت آليات متجاوزة وليس لها الوقع المنتظر، وفوق هذا فإن وزارة الثقافة ليست شركة إنتاج، ولا تملك صلاحية اختيار وفرض أنواع الإبداعات التي تدعم، بل إن ذلك بعتبر من صميم صلاحيات الجمهور".
وأكد الصبيحي أن "الثقافة ليست فقط قطاعًا حكوميًا، بل تهم كل الفاعلين في هذا الميدان، وأنه من دون ذلك، لا يكون لها وقع في المجتمع، وأنه خلال ولايته على رأس وزارة الثقافة، حرص على إعطاء مدلول لهذه الوزارة، من خلال مقاربة تشاركية مع الجمعيات، والاعتماد على سياسة القرب والقطع مع النخبوية والالتزام بالحكامة، وأن ذلك ساهم بتحسين صورة الوزارة لدى المجتمع".