نيويورك ـ مادلين سعادة كشف بحثٌ جديدٌ أنّ زيت السمك والأسبرين يمكن أن يُكوِّنا علاجًا رئيسيًا لعددٍ من الأمراض المزمنة، فقد توصَّل باحثون من مستشفى النساء وكلية طب هارفارد في ولاية بوسطن الأميركية إلى أنّ الاثنين يعملان معًا لمكافحة الالتهاب المسؤول عن بعض الأمراض مثل أمراض القلب والسرطان والتهاب المفاصل والزهايمر.
ومن المعروف أن لكلٍّ من الأسبرين وأحماض أوميغا 3 الدهنية من السمك تأثيرًا مضادًا للالتهابات، غير أنّ الباحثين وجدوا أنّه حينما يتم تناولهما معًا يمكنهما التحكم في الاستجابات المناعية المرتبطة بالأمراض طويلة الأجل.
والالتهاب هو رد الفعل الطبيعي لجسم الإنسان في حالة الإصابات ودخول الأجسام الغريبة إليه، فحينما يصاب الجسم بشيءٍ ضارٍ، نجد أنَّ هناك استجابة بيولوجية في محاولةٍ للقضاء عليه، ويدل وجود أعراض الالتهاب على أنّ الجسم يحاول إشفاء نفسه.
ولكن إذا كان الشخص مُدخِّنًا أو يتَّبع نظامًا غذائيًا مشبعًا بالدهون على سبيل المثال، فلن يكون هناك استراحة للمُهيِّجات، ولذلك فإن جهاز المناعة يفقد السيطرة والتحكم مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض.
وعلى المدى الطويل، يمكن أن يتحول الالتهاب إلى عرَضٍ مُزمنٍ ما يؤدي إلى تلف صمامات القلب وخلايا المخ ليُسبِّب السَّكتة الدماغية، أو أنّه يُعزِّز المقاومة للأنسولين فيُؤدّي إلى الإصابة بمرض السكر، كما أنّه مرتبطٌ أيضا بتطور مرض السرطان.
ويستخدم ملايين الأشخاص الأسبرين من أجل تجنب الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية وكذا تقليل احتمالية الإصابة بالجلطات.
ويساعد الأسبرين في تحفيز إنتاج جزيئات تسمى ريسولفينس، والتي ينتجها الجسم طبيعيًا من أحماض أوميغا 3 الدهنية.
وتوجد أحماض أوميغا 3 الدهنية في زيت السمك، ولاسيما السلمون والسردين، والدجاج والمكسرات، واللفت والسبانخ وكذلك الزيوت النباتية.
كما اكتشف الباحثون أيضا أنّ أحماض أوميغا 3 الدهنية تحتوي على جزيءٍ يُسمَّى "دي 3" D3  وهو له تأثيرٌ مضاد للالتهاب على المدى الطويل، كما يلعب دورًا فريدًا في مكافحة الالتهاب الذي لا نستطيع التحكم فيه، وأكد الباحثون أنّ الأسبرين يحفز إنتاج "دي 3" بطرق مختلفة.