لندن ـ رانيا سجعان نجح علماء في تطوير نموذج "غير مكلف" من التلقيح الصناعي، يتكلف 170 جنيه إسترليني فقط، ويمكنه أن يعمل مع التقنية التقليدية. ويقتصد النموذج الجديد، الذي يمكن أن يكون متاحا قريبًا في بريطانيا، من تكاليف العلاج والأدوية والحضانات باهظة الثمن، وبدلاً من ذلك يستخدم مجموعة أنبوب اختبار رخيصة مع تفاعل كيميائي مستوحى من أقراص "ألكا سيلتزر"، وعلى الرغم من شكله الأساسي، تظهر الاختبارات أن النموذج الجديد جيد على الأقل مثل التقنية العادية، التي يتم تنفيذها في مختبرات تتكلف ملايين الجنيهات، وتصل تكاليف الاختبارات إلى أكثر من 15 ألف جنيه إسترليني.
وفي محاولة بلجيكية، أصبح ما يقرب من ثلث المشاركات حوامل، وتم ولادة 12 طفلاً حتى الآن، مثلما أعلنت الجمعية الأوروبية للتناسل البشري، الخميس، في المؤتمر السنوي لعلم الأجنة في العاصمة البريطانية لندن.
ويعتقد مخترعو هذا النموذج الجديد، أنه يمكن أن يحل محل عملية التلقيح الصناعي التقليدية المعروفة باسم "IVF"، في معظم الحالات، ويمكن لهذا الاكتشاف أن يساعد الملايين من النساء في تحقيق حلم أمومتهن بثمن رخيص.

وقال الباحث الدكتور إلك كليركس، من معهد جينك لتكنولوجيا الخصوبة في بلجيكا، "إن المجموعة الجديدة مما لا شك فيه ستفتح عهدًا جديدًا في تاريخ التلقيح الصناعي، وأن الهدف الرئيس لفريق البحث الدولي هو مساعدة الأزواج في العالم النامي، ويحتوي مختبر أطفال أنابيب تقليدي على حضانات مكلفة في غرف مع وحدة هواء منقاة، للحفاظ على أن يكون كل شيء معقم، وتزداد التكاليف عن طريق العقاقير من أجل زيادة إنتاج البويضات، واختيار أفضل الأجنة وتجميد الباقي، وفحص الأجنة من العيوب الوراثية.

وأكد مخترع الجهاز البروفيسور جوناثان فان بيلركوم، من جامعة كولورادو في الولايات المتحدة، أنه رجع إلى الأساسيات، فأحد مفاتيح علاج التلقيح الاصطناعي هو أن ينمو الجنين الوليد في خليط للمواد الغذائية الذي هو ليس خليط حمضي جدًا أو قلوي جدًا، ويتم ذلك عن طريق ضخ ثاني أكسيد كربون طبي باهظ الثمن إلى الحضانة، ولكنه أظهر أنه كان من الممكن توليد الغاز اللازم عن طريق إذابة قرص "ألكا سيلتزر" في الماء، ثم خلط صودا الخبز مع حمض الليمون لعمل الغاز، والجهاز الخاص به مصنوع من اثنين من أنابيب 7 بوصة مع سدادات مطاطية التي تتصل بأنابيب، ويتم صنع ثاني أكسيد الكربون في الأنبوب الأول ويتم نقله إلى الأنبوب الثاني بواسطة أنبوب، ويتم حقن بويضة المرأة والحيوانات المنوية للرجل داخل الأنبوب الثاني،  فإذا سارت الأمور بشكل جيد، سيتم تخصيب واحدة من البويضات على الأقل، ويبقى كل شيء محكمًا، وذلك لفضل السدادات المطاطية، وإزالة الحاجة لتنقية الهواء، وتنمو الأجنة في خليط من المغذيات في الأنبوب، وبعد مدة تتراوح من ثلاثة إلى  خمسة أيام، يكونوا على استعداد لنقل الأجنة إلى رحم المرأة، وتستخدم التقنية الجديدة أدوية أقل في جرعات منخفضة، ذات تكلفة قليلة، وتؤدي إلى عدد أقل من الأجنة ذات جودة أعلى، وهذا يعني خفض تكاليف الاختيار والتجميد والفرز.

وقال البروفيسور بيلركوم، "إن المتطلبات الأساسية للجنين البشري هي في غاية البساطة، إن الأجنة لا تعرف ما إذا كانوا يعيشون في حاضنة مكلفة ومختبر مزود بتقنية الهواء أو في أنبوب صغير، إنهم لا يهتمون، لا يوجد شيء سحري".
وتجري أكثر من 50 ألف امرأة عمليات التلقيح للحصول على أطفال الأنابيب كل عام في بريطانيا، يدفعون تكاليف هذه العمليات بأنفسهن، وتخطط عيادة "The Create fertility "clinic في هارلي ستريت في لندن لإدخال التقنية الجديدة بمجرد الحصول على إذن من "Human Fertilisation" وهيئة مراقبة علم الأجنة.
وأفاد المدير الطبي، الدكتور جيتا نارجوند ، وهي عضو في مؤسسة "Walking Egg Foundation charity" الخيرية، التي تخطط للإنطلاق في العالم النامي، أن "هناك الكثير من النساء لا يستطعن تحمل تكاليف عملية " IVF"، ولا يمكنهن الحصول على ذلك عن طريق التأمين الصحي، إنه أمر محزن".

وقال الدكتور ألان بيسي، من جمعية الخصوبة البريطانية، "الأمر يتطلب التفكير بشكل مختلف لإحداث ثورة في الطريقة التي نؤدي بها هذه العملية، إذا كانت هذه الطريقة تعمل بالأسلوب الذي نتوقعه، سيصبح ذلك هو بالضبط ما يريده جهاز الخدمات الطبية الوطنية أو التأمين الصحي، ونحن نرحب بالجهود المبذولة لخفض تكلفة عمليات التلقيح الاصطناعي، وسنكون بالتأكيد على استعداد لمناقشة أي اقتراح لإدخال هذه الطريقة إلى المملكة المتحدة".