نسبة الإلغاءات حتى ظهر الاربعاء تخطت في القطاعين الفندقي والشقق المفروشة الـ10%

ترك التفجير المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت يوم الثلاثاء الماضي آثاراً سلبية على الاوضاع الاقتصادية و التجارية في العاصمة اللبنانية ، بحيث سجل تراجع ملحوظ في الحركة العامة تحسباً لتداعيات خطيرة محتملة لهذا العمل الاجرامي. ولعل القطاع السياحي هو الابرز في هذا التراجع،  بحيث عبرت  القطاعات السياحية عن مخاوفها من أن تخسر موسمي عيدي الميلاد ورأس السنة بعدما كانت خسرت موسمي عيدي الفطر و الاضحى من خلال تفجيرات سابقة في الضاحية الجنوبية و مدينة طرابلس. وعلم "العرب اليوم" انه سُجّل في الساعات الماضية  إلغاء عشرات السيّاح العرب والأوروبيين حجوزاتهم، فضلا عن تقصير العديد من السيّاح الذين كانوا متواجدين في لبنان، من فترة اقامتهم.
وأشارت معلومات مؤكدة الى أن نسبة الإلغاءات حتى ظهر أمس الاربعاء تخطت في القطاعين الفندقي والشقق المفروشة، الـ10 في المئة، ومعظمها يعود لسيّاح من مصر والعراق والأردن والمغرب وتونس والجزائر، كانوا ينوون قضاء عطلتي الميلاد ورأس السنة في لبنان.
واشارت المعلومات الى أن نسبة الإشغال الفندقي حاليًّا في العاصمة، هبطت إلى حوالي 35 في المئة،  أما حركة الاشغال في القطاعين في محيط بيروت، فهي ما دون الـ20 في المئة، وفي الجبل ومناطق الاصطياف صفر المئة.
 الأمين العام لاتحادات النقابات السياحية جان بيروتي، أعلن في تصريح صحافي أن "الواقع السياحي في البلد تخطى مرحلة المأساة، ودخل مرحلة الموت السريري"، لافتا الى أنه  "أمام مسلسل الأحداث الأمنية المتفاقمة، وعدم وجود حكومة، لا نعرف ماذا سيتبقى من حجوزات حتى آخر السنة؟".
وأكد بيروتي أنه "لا يمكنك أن تلمّع صورة البلد، وتحفّز السائح على القدوم، بينما أنت عاجز كليًّا عن تأمين الأمن والسلامة العامة لمواطنيك".
وحذر من أن "القطاعات السياحية لم يعد في مقدورها المقاومة، وإذا لم تتحسن الحركة في عيدي الميلاد ورأس السنة، فمن المؤكد أننا سنشهد مزيدًا من اقفال للمؤسسات جزئيًّا أو كليًّا، وصرف للعمّال".
ولفت بيروتي إلى أن "تحذير الدول الخليجية مواطنيها من عدم المجيء إلى لبنان، لم يعد يقتصر على المقاطعة السياحية فحسب، بل يشمل النشاطات كافة من مؤتمرات ومناسبات وعلاجات ومعارض، وقد طالت المقاطعة أخيرًا، مشاركة الفرق الخليجية في الدورات الرياضية، ما أدى إلى نقل بعضها إلى دول أخرى، واقتصار بعضها الآخر على الفرق المحلية"، موضحًا أن "هذه الدورات كانت تنعش القطاع السياحي في الخريف، وقد خسرناها أيضًا نتيجة الوضعين الأمني والسياسي".
وختم بالقول إن "ما نفعله، كقطاع سياحي، هو الاحتيال على أنفسنا، بالقول: إن الفرج آت، لكن على ما يبدو أنه لن يأتي، متسائلا " كيف سيأتي والأجهزة الأمنية تحدثنا عن الأسوأ".