برلين ـ جورج كرم
أكد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أنه يأمل في مواصلة العراق إسهامه في التهدئة بين الولايات المتحدة وإيران، حيث أجرى ماس محادثات مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي والرئيس العراقي برهم صالح، في ثاني محطة من جولة إقليمية تشمل إيران والإمارات والأردن وتستمر أربعة أيام.ووصفت الخارجية الألمانية الخميس جولة ماس بـ«إنها رحلة إلى الأزمة»، وقالت إن الوزير يعتزم أن يدعو للتعقل واحتواء التصعيد بالمنطقة، حيث أثنى في محادثاته السياسية التي أجراها في العاصمة العراقية بغداد، على ما وصفه بالتصرف «المتعقل جدا» للحكومة العراقية في الصراع وتعهد باستمرار دعم بلاده للعراق في إعادة البناء ونشر الاستقرار. وقال: «لا ينبغي أن نتخلى عن العراق الآن» طبقا لوكالة الأنباء الألمانية.
وصرح ماس في أعقاب ذلك بأن القلق في العراق كبير للغاية حيال إمكانية توريط العراق في التوترات الراهنة بين الولايات المتحدة وإيران، حيث يعد العراق ساحة محتملة للتصعيد بين واشنطن وطهران حيث يوجد في العراق العديد من الميليشيات النشطة التي تحظى بدعم إيراني، وفي الوقت نفسه يتمركز عدة آلاف من الجنود الأميركيين في العراق لتدريب القوات العراقية ولدعم هذه القوات في محاربة تنظيم داعش.
ونسبت الرئاسة العراقية لماس أنه جدد «التزام الحكومة الألمانية بدعم العراق في المجالات كافة، وحرصها على المضي بتوسيع آفاق التعاون الثنائي بين البلدين»، مشيداً بدور العراق المحوري من أجل تعزيز أسس السلام والأمن والاستقرار.
من جانبه، جدد الرئيس العراقي برهم صالح التمسك بالعمق العربي والإسلامي للعراق وما يتطلبه ذلك من أدوار. وقال صالح ذلك خلال استقباله وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أمس السبت في قصر السلام ببغداد.
وقال بيان للرئاسة العراقية بأن «صالح أكد خلال لقائه أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين، واستثمار الفرص المتاحة لتوطيد التعاون الثنائي تحقيقاً للمصالح المشتركة، خصوصاً في القطاعات الاقتصادية والصناعية، مشيداً بجهود التحالف الدولي في دعم العراق بمختلف المجالات ومساندة ألمانيا للشعب العراقي، خاصة في مجال إعادة النازحين وتقديم المساعدة لهم».
وشدد الرئيس العراقي على رغبة العراق الجادة بضرورة تنسيق المواقف مع الدول الأوروبية بشأن العديد من القضايا المهمة والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، مجدداً موقف العراق الثابت تجاه أزمات المنطقة.
ونقل البيان عن صالح قوله إن «تأسيس النظام الإقليمي المستقر، وتعزيز التكامل الدولي الإيجابي، والاعتراف بالمصالح المتبادلة هو السبيل لإبعاد البلاد والمنطقة عن شبح الصراعات». وأضاف أن «العراق جزء أساسي من عمقه العربي والإسلامي، ولا يمكن التخلي عن مسؤوليات هذا الدور وفق مبدأ المصالح المتبادلة والمتشاركة في تحقيق الأمن والسلم بالمنطقة»، مبيناً أننا سنستمر في توحيد الجهود الرامية إلى اعتماد لغة الحوار البنّاء، والابتعاد عن منطق التدخل بشؤون الدول.
وأكد صالح على أهمية دور ألمانيا في دعم جهود تحقيق السلام وتخفيف حدة التوتر في المنطقة حتى تنعم شعوبها بمستقبل أفضل ومزدهر، إلى ذلك، أعلنت بعثة الناتو بالعراق حيث ألمانيا عضو فيها أنها ستستمر بتدريب القوات العراقية والبيشمركة للسنوات الأربع المقبلة. وقال رئيس قوات حلف الناتو في العراق، داني فورتين، إن «الحلف يخطط لتدريب قوات البيشمركة والقوات العراقية للسنوات الأربع المقبلة لمنع عودة ظهور تنظيم داعش».
وأضاف فورتين أن «قرابة 500 مدرب ومستشار موجودون في العراق لتقديم المساعدة وتقوية الأمن في سبيل تحسين قدرات القوات الأمنية لحفظ أمن البلاد»، لافتا إلى أن «التوترات بين أميركا وإيران لن تؤثر على مهام قوات الناتو الموجودة في العراق».
وقد يهمك ايضا:
- سُنّة العراق يتنازلون عن وزارة الدفاع لعسكري "شيعي" شارك في الحرب على "داعش"
- القوات السورية تتبادل القصف مع "داعش" على ضفتي الفرات