أمين عام "التجمع الوطني الديمقراطي" المستقيل أحمد أويحيى (يمين) والمحلل السياسي محمد شفيق مصباح الجزائر ـ حسين بوصالح اعتبر المحلل السياسي والخبير الأمني والإستراتيجي، محمد شفيق مصباح، استقالة أحمد أويحي من قيادة التجمع الوطني الديمقراطي بعد 13 سنة من توليه منصب الأمين العام، بـ"نهاية مهامه السياسية"، مستبعدًا أن تكون خطوة أويحيي جزء من استعداده للانتخابات الرئاسية وقال مصباح "أنَّ قوى نافذة في نظام الحكم ارتأت أن تنهي مهام أويحيي بعد الصراع الذي عاشه الحزب مؤخرًا".
وأشار مصباح في حديث إلى "العرب اليوم" إلى أنَّ هذه القوى هي التي أوزعت لجهات فاعلة داخل الحزب بالانقلاب على أويحي لخلق انشقاق داخل الأرندي، مضيفا أنَّ تخليه عن قيادة الحزب كان منتظرًا منذ فترة، وأكد أنَّ التجمع الوطني الديمقراطي لم يكن يومًا حزبًا سياسيًا بقدر ما هو "هيئة إدارية" صنعها النظام الجزائري.
وأضاف أكاديمي المخابرات الجزائرية شفيق مصباح، أنَّه لا يرى في استقالة أويحي من الأرندي، علاقة بما تتداوله وسائل إعلام عن نيته في الترشح للرئاسة عام 2014، معتبرًا أويحي "شخصية غير الشعبية ولا يملك قاعدة اجتماعية بعدما استعملته السلطة الجزائرية في مهام لاقت في أوقات عصيبة من حياة الجزائريين استهجانًا واسعًا وارتبطت بشخص أحمد أويحي".
وأوضح العقيد السابق بالمخابرات الجزائرية، أنَّ أويحي يحسب على التيار الاستئصالي الذي قربه من دواليب الحكم، وفي المقابل تمكن الرئيس بوتفليقة من إبعاد شخصيات نافذة من هذا التيار من صنع القرار في نظام الحكم، مما أضعف الحصانة التي كان يتمتع بها أويحي وخلقت له العديد من المشاكل داخل الحزب الذي ولد كبيرًا، في مرحلة كانت السلطة الجزائرية بحاجة إلى حزب وطني في سنوات الأزمة التي عاشتها الجزائر.
ولا يرى مصباح في حزب تجمع أمل الجزائر الذي يقوده عمار غول، البديل الأنسب للأرندي، مشيرًا إلى أنَّه من ناحية التصوّر يظهر ذلك، لكن من الناحية الميدانية فمحاولة استنساخ "الأرندي" بـ"تاج"، هي محاولة فاشلة - يقول المتحدِّث- إنَّ غول كوّن صورة سيئة لدى الشارع الجزائري، بعد فضائح الطريق السيار، مؤكدًا أن مخابر النظام الجزائري لم تحسن التصوّر في اختيارها غول كشخصية مستقبلية تلعب دور أويحي.
وتوقع المحلل السياسي شفيق مصباح أنَّ ذات السيناريو الذي حدث مع أويحي سيتكرر مع الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم لتشابه المعطيات داخل الحزبين، مضيفًا أنَّ أزمة الأفلان قائمة إلى غاية تنحي بلخادم عن قيادة الحزب، مؤكدًا أن خروج شخصيات من وزن أويحي وبلخادم في هذا التوقيت بالذات يعد مؤشرًا واضحًا لرغبة الرئيس بوتفليقة في إبعاد كلّ من يملك طموحًا نحو قصر المرادية، ليظهر الرئيس في صورة "أب الوطن، وأب كلّ الجزائريين" بعد تجلي نيّته في الترشح لعهدة رابعة.
وأكد مصباح أنَّ مهمة بلخادم كانت أكثر مع الحياة السياسية مقارنة بمهام أويحي "الإدارية"، مضيفا أنَّ الأمين العام للأفلان كانت مهمته امتصاص القوى الإسلامية المتجذرة في المجتمع الجزائري، لكنه فقد السيطرة على الحزب العتيد وأضحى بعيش فتنة داخلية كبيرة، قائلا "بلخادم يمكن القول أيضا أن حياته السياسية انتهت".