الجزائر ـ حسين بوصالح تقدم الداعية السلفي البارز في الجزائر زعيم جمعية "صحوة أبناء المساجد" عبد الفتاح حمداش زراوي، بطلب تأسيس حزب "جبهة الصحوة الحرة" إلى وزارة الداخلية، الجمعة، مؤكدًا أن "دخول السلفيين الحياة السياسية بات مطلبًا ملّحًا، وأن تأسيس الحزب جاء لتكريس العمل السياسي الراقي، وأن الهدف هو قيام دولة شرعية إسلامية تفكّر في الأجيال المقبلة"، فيما يرى محللون سياسيون أن "مشروع تأسيس الحزب الذي تحدث عنه السلفي حمداش هو امتداد لما يحدث في الوطن العربي".
وشدد زراوي على ضرورة تمثيل التيار السلفي، الذي بات يمثل غالبية في المجتمع الجزائري، داعيًا كلّ المؤمنين بهذا المشروع، الذي يحمل رسالة ابن باديس والإبراهيمي زعيمي جمعية المسلمين الجزائريين، إلى الالتفاف حوله لبناء سياسة وطنية، والنهوض بالمجتمع وفق مبادئ وقيّم الشريعة الإسلامية، مضيفًا أن "هدف التيار السلفي من دخول عالم السياسة ليس المشاركة في الانتخابات، أو الركض وراء الكرسي واعتلاء المناصب، فلا نريد مغالبة الحكام في حكمهم، وإنما ندعو إلى تربية وتكوين الفرد، والتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع، وإن السلفيين يصبون إلى الرقي بالعمل السياسي، الذي يؤسس على أربعة قواعد مهمة، المصداقية والشرعية والعلم والأهلية، وإن اتجاه الحزب سيكون سلفيًا بحتًا، يمثل التركيبة الأكثر تواجدًا بين أوساط المجتمع الجزائري"، مشيرًا إلى أن "الحزب يحمل الهمّ الذي رافق حياة علماء الجزائر، من أمثال ابن باديس والبشير الإبراهيمي زعيمي جمعية المسلمين الجزائريين التي تأسست في 5 أيار/مايو 1931، وأنشأت جيل الثورة على مبادئ الدين الحنيف، هذا الجيل الذي حرر البلاد من قيود الإستعمار الفرنسي".
كما أوضح  الداعية السلفي أن "التغيير الذي ينشده الشعب، لابد أن يكون الشرع هو السيد فيه، وإن شعار الحزب السلفي الجديد هو التربية والإصلاح، تربية الأمة وإصلاح الفساد المتفشي في دوائر واسعة وعلى كلّ المستويات"، مشيرًا إلى أن "الحزب لا يبحث عن صدامات مع مختلف التشكيلات السياسية المتواجدة على الساحة السياسية الوطنية، إنما يهدف للتعاون والإصلاح والرقي بالعمل السياسي المطلوب"، معتبرًا أن "تأسيس حزب يحتضن التيار السلفي الجزائري أمرًا مشروعًا، لأن هذا التيار يحمل أيضًا همًا وطنيًا، وينظر بعين الخير نحو مستقبل البلاد".
ويرى محللون سياسيون أن مشروع تأسيس الحزب الذي تحدث عنه السلفي البارز عبد الفتاح حمداش زراوي هو إمتداد لما يحدث في الوطن العربي، وظهور هذا التيار كفاعل سياسي، بعدما كان التيار السلفي لوقت غير بعيد، ينبذ الحياة السياسية ويرى في الممارسة الديمقراطية فعلاً لا يتصل بالإسلام، فيما قال البعض الآخر إن "الإعلان عن الأهداف يعد خطًأ في حد ذاته، لأن القانون الجزائري يمنع إنشاء أحزاب على أسس دينية أو عرقية أو محلية، بعد ما عاشته الجزائر في تجربتها مع (الجبهة الإسلامية للإنقاذ)".    
وكان وزير الشؤون الدينية غلام الله، قد أشار قبل أيام، إلى أن "التيار السلفي في الجزائر يسعى إلى الاستيلاء على السلطة"، داعيًا التيار إلى "العمل وفق الأطر القانونية، ونبذ العنف بكل أشكاله".