مفتي جماعة "الإخوان المسلمين" الدكتور عبدالرحمن البر القاهرة – عمرو والي أثارت تصريحات مفتي جماعة "الإخوان المسلمين"، عضو مكتب الإرشاد في القاهرة، الدكتور عبدالرحمن البر، بشأن تحريم تهنئة الأقباط في المناسبات الدينية، استياءً بين عدد من الشيوخ والأزهرين, الذين أكدوا أن مثل هذه الفتاوى لا أساس لها في الإسلام، فيما انتقدت حركة "أقباط بلا قيود" التصريحات , مشددين على أنه حضر إلى الكاتدرائية للتهنئة لعيد الميلاد. وقال وكيل لجنة الفتوى الأسبق في الأزهر الشريف، الشيخ عبدالحميد الأطرش، في حديثه لـ"العرب اليوم"، "إنه لا يوجد في الدين ما يُحرّم تهنئة المسيحين أو اليهود بأعيادهم, وأن الرسول الكريم كان يحرص على التودد ومعاونة جيرانه من اليهود والنصارى"، فيما ضرب المثل بالحديث الشريف حين قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – "من آذى ذمي فقد آذاني"، موضحًا أن تعاليم الإسلام أمرت ببر النصارى، طالما يعيشون معنا فما بال التهنئة بالعيد، مشيرًا إلى أن المسيحي له حقان على المسلم، وهما "الجوار والإنسانية، وأن اصدار مثل هذه القتاوى قد يحدث جدلاً وبلبلة في المجتمع نحن في غنى عنها.    واعتبر عضو مجمع البحوث الإسلامية، الشيخ محمود عاشور، في تصريحاته لـ"العرب اليوم"، أن "مطلقي مثل هذه الفتاوى يكون هدفهم الحضور الإعلامى للشهرة فقط، غير مدركين لخطورة ما يقولون، وأن الله سبحانه وتعالى حل للمسلم الزواج من المسيحية، فما بالنا بتقديم التهنئة لعيدهم", مشيرًا إلى أن "مثل هذه الفتاوى مضللة تخرج عن مجموعة من الجهلاء". وانتقدت حركة "أقباط بلا قيود"، تصريحات الدكتور البر، بتحريم تهنئة الأقباط للمناسبات الدينية المخالفة لعقائد المسلمين، والتي شدد خلالها على أنه لا يجوز تهنئة الأقباط لـ"عيد القيامة"، وذلك بعد أن كان قد أعلن في السابق على مدى عامين بدءًا من كانون الأول/ديسمبر في 2011 حتى العام الماضي قبل أشهر قليلة من انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسًا للجمهورية، جواز التهنئة لهذه المناسبات، من جملة البر والإقساط الذي أمر الله به المسلمين تجاه الأقباط، عملاً بقول الله تعالى: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ". وقالت الحركة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "إن مفتي (الإخوان) عبدالرحمن البر يُناقض نفسه، ففي العام الماضي ذهب بنفسه إلى الكاتدرائية لتقديم التهاني لمناسبة عيد الميلاد، والآن يُصدر فتواه بتحريم تهنئة المسيحيين لأعيادهم"، موجهين له سؤال، "يا شيخ.. هل تديُنك وفتاويك تختلف بحسب الموسم الانتخابي؟!". وقد تعرض عبدالبر، صاحب العلاقة القوية بالتيار السلفي، لهجوم عنيف من جانب عدد من الرموز السلفية، لسبب مشاركته في مراسم تنصيب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، باعتبار ذلك في نظر بعض السلفيين مخالفًا للشريعة الإسلامية، إلا أن البر رد على تلك الانتقادات بقوله "إن حضور حفل تنصيب البابا أو تهنئة الأقباط لأعيادهم ومناسباتهم ليس حَرامًا، علاوة على أنه نوع من البر الذي لم ينه الله عنه، طالما لم تكن هذه التهنئة على حساب الدين، وبخاصة أنه رفض الوقوف أثناء تلاوة ترانيم الصلاة". وذكر عبدالرحمن البر، في تصريحات صحافية، أنه لا يجوز شرعًا تهنئة الأقباط للمناسبات الدينية المخالفة لعقائدنا، مشددًا على أنه لا يجوز تهنئة الأقباط لـ"عيد القيامة"، مضيفًا أنه "من الممكن أن يتم تهنئتهم للمناسبات العامة، لكن في الأمور الدينية لا يجوز شرعًا".