شبكات التواصل الاجتماعي

أطلق رواد ونشطاء مغاربة بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ميثاقاً أخلاقياً ضد الرداءة المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان «# ميثاق_ضد_الرداءة».ويلتزم المصادقون على هذا الميثاق الأخلاقي بـ«الامتناع عن إعادة نشر، أو اقتسام، أو مشاركة أي مظهر من مظاهر التفاهة والانحطاط وانعدام الذوق، المروج لها على نطاق واسع في مختلف وسائط التواصل الواقعي والافتراضي»، و«تجنب انتقاد جميع التعبيرات والأشكال والتصريحات و(الخرجات) والفيديوهات و(الكليبات) و(اللايفات) التي تقتات على عائدات (طوندونس)، لما في ذلك من دعاية مجانية لها»، و«عدم التعبير عن أي موقف (مهما كان) مما يُنشر في إطار مخطط التفاهة، ولو تعلق الأمر بالضغط على رمز (غضب) أو (استياء) أو (حزن) المتاحة فيسبوكياً».

كما يلتزمون بـ«عدم المشاركة في أي نقاش في (فيسبوك)، أو في خانة التعليقات، يكون موضوعه هذه التفاهات، ولو من باب الانتقاد والنبذ والاستنكار، حتى لا نعطيها أكبر من حجمها»، و«الانتباه إلى أن واحداً من أهداف (نظام) الرداءة، هو إلهاؤنا عن القضايا الأساسية والملفات الحيوية والمطالب الخاصة بالديمقراطية والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية والمساواة والتوزيع العادل للثروات».

وأكدت المبادرة على «الاقتناع بأن أحسن طريقة لوأد أي (نظام) للرداءة هو تهميشه، وعدم الترويج له، إيجاباً أو سلباً».

كما دعت المبادرة إلى «إغراق صفحات (فيسبوك) بجميع التعبيرات والأفكار والنقاشات التي تخاطب العقل وتحترمه، مع الحفاظ (بالضرورة) على مساحات كبيرة من الاختلاف، وتبادل الرأي والرأي الآخر»، و«نقل الأفكار الكبرى التي غيرت مسارات الإنسان والعالم والطبيعة والتاريخ، والتنويه بالمؤثرين الحقيقيين الكبار الذين أحدثوا رجات تحت صفائح الحقائق المطلقة»، و«اقتسام التجارب الشخصية والنصائح (في حدود المعقول)، والأشياء الجميلة، وتبادل الفرح والابتسامة والشعر، والنكتة، والقصة، والزجل، والموسيقى، وأخبار السينما والمسرح والتشكيل والتشجيع على القراءة والكتب».

ولقيت المبادرة استحساناً كبيراً وتفاعلاً إيجابياً من طرف رواد «فيسبوك»، الذين صادقوا على مضمون هذا الميثاق الأخلاقي، فيما أرفق بعضهم تفاعله بتعليقات تلخص «الحاجة إلى مثل هذه المبادرات التخليقية لمحاصرة البؤس»، فيما أشار آخرون إلى أن التفاهة صارت نظاماً عالمياً، مستحضرين «حفلة التفاهة»، رواية ميلان كونديرا، التي تدور أحداثها في باريس؛ حيث نقرأ على لسان شخصيتها الرئيسية: «أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام. لم يكن ثمة سوى مقاومة وحيدة ممكنة: ألا نأخذه على محمل الجد»؛ أو ناقلين بعض مضامين كتاب «نظام التفاهة» للكندي آلان دونو؛ حيث نقرأ عن التفاهة التي «تشجعنا، بكل طريقة ممكنة على الإغفاء بدلاً من التفكير، النظر إلى ما هو غير مقبول وكأنه حتمي، وإلى ما هو مُقيت وكأنه ضروري. إنها تحيلنا إلى أغبياء».

وقد يهمك أيضًا:

"الآنسة فرح" يشعل مواقع التواصل الاجتماعي بعد طرح الإعلان التشويقي الأول له

موجة انتقادات غاضبة ضد صحيفة "نيويورك تايمز" على مواقع التواصل الاجتماعي