تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)

ناقشت صحف عربية مصير تنظيم "داعش" بعد مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في غارة شمالي سورية.

ويرى بعض الكتاب أن تنظيم داعش "مجرد أداة جرى تصنيعها" لخدمة أغراض سياسية بينما دعا آخرون إلى محاربة التنظيم "بالتعليم والتنوير".

ونبدأ من صحيفة الخليج الإماراتية التي نشرت موضوعا لمحمد السعيد ادريس قال فيه إن "التنبؤات الكثيرة التي أخذت تتردد حول مستقبل تنظيم داعش الإرهابي بعد مقتل زعيمه أبوبكر البغدادي تكشف عن تجهيل متعمد لحقيقة هذا التنظيم، والتعامل معه باعتباره تنظيماً مستقلاً له رسالته، وله أهدافه، وليس كياناً جرى تصنيعه كغيره من التنظيمات الإرهابية التي ابتلي بها العرب والمسلمون في بلادهم لأهداف عليا للقوى الدولية الكبرى التي تدير هذه الشبكة الجهنمية من التنظيمات الإرهابية".

ويرى الكاتب أن "داعش مجرد أداة جرى تصنيعها لأداء أهداف محددة أبرزها فرض الإسلاموفوبيا عالمياً، وجعل الإسلام الخطر والعدو الحقيقي الذي يتهدد العالم كله، وليس العالم الغربي فقط. كل هذا يعني أن قرار مستقبل داعش بعد مقتل أبوبكر البغدادي سيظل رهناً بإرادة من يملكون القرار الفعلي في هذا التنظيم، وما إذا كانت الأدوار التي يقوم بها ما زالت مطلوبة، أم أن هذا التنظيم استنفد أغراضه".

ويقول عبدالله السناوي في الأخبار اللبنانية إنه "باليقين فإن مقتل البغدادي ضربة هائلة للتنظيم المتشدّد، لكنه ليس نهاية الحرب مع الإرهاب".

ويرى الكاتب أن "هناك أطرافا دولية وإقليمية زكّت ظاهرة داعش حتّى انقلبت عليها، وهذه المسألة سوف تتكشّف حقائقها في يوم ما. وأرجو ألا ننسى أن الظاهرة في أصولها تعود إلى جماعات المجاهدين في أفغانستان التي موّلتها وسلّحتها الاستخبارات الأمريكية في مواجهة الوجود السوفيتي باسم الدفاع عن الإسلام، وقد تورّطت دول عديدة في المنطقة، بينها مصر، في الحشد والتعبئة وإرسال المقاتلين إلى الجبال البعيدة. عندما عادوا إلى بلدانهم نشأت ظواهر العنف الإسلامي فيما أنشئ تنظيم القاعدة في جبال أفغانستان. هناك من هو مستعد أن يقول الآن إن مهمّة البغدادي انتهت، أو أن القوى التي صنعته تخلّصت منه، غير أن الظاهرة أكثر تعقيداً من مثل هذه الاستنتاجات".

على المنوال ذاته، يقول مجاهد خلف في الصباح العربي المصرية إن "داعش لم يكن إلا مجرد لعبة وألعوبة صنعتها المخابرات الأمريكية واستخدمتها لتدمير المنطقة...داعش فكرة يتم استخدامها وورقة تهديد ووعيد وسلاح من أخطر أدوات السياسة الأمريكية الفتاكة التي تستخدمها بغباء منقطع النظير وبشكل انتقامي مزلزل".

ويضيف الكاتب أن هناك "توجهات إيجابية جيدة تعطي مؤشرات أن المتلاعبين بالورقة الإسلامية سيسقطون إن عاجلا أو آجلا وما أكثرهم في أوروبا خاصة بعد أن اكتوت كثير من البلدان بنيران المتطرفين وشربت من الكأس المر للإرهاب والإرهابيين الذين صنعتهم ووفرت لهم الحماية والغطاء تحت مسميات كثيرة خادعة".

"المهمة لم تنته بعد"

ويقول عبد اللطيف المناوي في المصري اليوم إنه "حتى لو انتهى معظم هذه الجماعات، فما دامت هناك دول ـ في الشرق والغرب ـ تدعم الإرهاب، وتستخدمه لخدمة أغراضها السياسية، فلن ينتهى داعش ولن تموت فكرته".

ويضيف الكاتب: "الحل أن نقضى على الفكرة بالتعليم والتنوير ومساعدة أبنائنا. وإلا فلن نحقق إلا نصرًا غير مكتمل لا يلبث أن ينقلب إلى هزيمة. المهمة لم تنته بعد".

يقول حسين الرواشدة في الدستور الأردنية إنه "يبقى سؤال ما بعد داعش معلقاً أيضا بلا إجابات، ليس فقط لأن مصير داعش مازال ملتبساً وانما لأن مصير عالمنا العربي وخاصة العراق وسوريا مازال غامضاً أيضا، هنا تبرز قضايا مثل الإعمار لهذا الخراب الذي جرى على صعيد الإنسان والعمران، والفراغ الذي ستملؤه حركات وجماعات ربما تكون أسوأ من داعش، والمظلومية التي لم تنته وربما تولد سلسلة من الانتقامات المتبادلة، والصراع الدولي والإقليمي الذي لم يرد أن يطبق على المنطقة ويحدد مستقبلها".

قد يهمك ايضا

دونالد ترامب يعاود هجومه على الإعلام ويصفه بـ"الكسيح الذي يحمي الديمقراطيين"