العمر 47 عاما، أن يضفي على أفغانستان التي تعمها فوضى العنف الدموي، قدرا قليلا من الحالة الطبيعية من خلال مشروعه التجاري ضمن إمبراطوريته الإعلامي المتمثل في بطولة دوري كرة القدم الأفغاني الجديد  الذي تم افتتاحه خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقد أنشأ محسني هذه الإمبراطورية مع عائلته بعد عودتهم إلى العاصمة الأفغانية "كابول" من استراليا عام 2002. ولا تقوم شركة "موباي غروب" وهي شركة قطاع خاص، بالإعلان عن أرباحها علنا لكن المقربين منها يقولون أنه من المرجح أن تحقق أرباحا هذا العام تزيد عن 60 مليون دولار.
وقد أقام محسني هذا المشروع الإعلامي في ظل حماية القوات الدولية المتواجدة في البلاد، وهي البلاد التي تحرم فيها حركة "طالبان" مشاهدة التليفزيون، وتعاني من نقص الطاقة الكهربائية، كما أن سعر جهاز التليفزيون يبلغ حوالي ربع الدخل السنوي للمواطن الأفغاني العادي.  
وقد بدأ مشروعة بدعم مالي من الحكومة الأميركية كما تلقى أموالا نقدية خلال العام الماضي من شركة "نيوز كوربوريشن" التي يملكها صديقه الإمبراطور الإعلامي روبرت ميردوخ والذي يشاركه في تاريخه الأسترالي.
ويواجه محسني تحديا كبيرا بعد انسحاب معظم القوات الأجنبية من أفغانستان وتوترات السياسية خلال المرحلة الانتقالية في أعقاب انتخابات الرئاسة الأفغانية.
وقد يجد محسني وعائلته أنفسهم على مدى السنوات المقبلة أكثر عرضة لتهديدات "طالبان" وغيرها من الجماعات السياسية التي دخلت في صراع معها على مدى السنوات العشر الماضية.
كما يتعرض موظفو شركته للتهديد بالموت والاعتقال بسبب إعلامهم الذي يتخطى كل المحظورات والتقاليد المحافظة، وظهور المرأة على شاشات التليفزيون وانتقاداتهم لجماعات المقاومة.
ويمكن القول بأن إنجازات محسني الإعلامية وثروته بل وحياته تواجه تهديدات خطيرة وذلك بعد أن بات جزءا أساسيا في منظومة الإعلام الأفغاني.
يذكر أن استراتيجية أميركا في تنمية أفغانستان تعتمد في الأساس على خلق صناعة إعلامية مستقلة تتمتع بالازدهار، وقد استخدمت محسني وشركته "موباي غروب" في إنشاء ثلاث محطات تليفزيونية ومحطتي إذاعة وشركة إنتاج ووكالة إعلانية وشركة أنتاج موسيقي وخدمة للهواتف النقالة ومجلة.
غير أن محسني يركز الآن على توسيع نشاطه واستثماراته الإعلامية إلى أبعد من أفغانستان. وسوف يفتتح قريبا حوالي 20 مكتبا في ست دول ويتخذ من دبي مقرا له وتتمثل استراتيجيته في النمو داخل أفغانستان مع التوسع والتنوع في دول أخرى من دول المنطقة مثل إيران والعراق وليبيا وغيرها من البلدان التي تعيش حاليا تحت ضغوط.
يذكر أن محسني الذي يطلق عليه اسم روبرت ميردوخ الأفغاني هو أبن دبلوماسي أفغاني، وقد ولد في "لندن" ونشأ في "ملبورن" في استراليا التي انتقل إليها والده خلال الثمانينات بعد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان. ولكنه عاد إلى أفغانستان بعد الغزو الأميركي في 2001.
وتصل قنواته التليفزيونية في أفغانستان إلى ما يقرب من 50 بالمئة من المشاهدين في البلاد ، ولا تحظى المواد الإعلامية التي يذيعها بتأييد كل المشاهدين بسبب عروض تليفزيون الواقع والمسلسلات باعتبارها لا تتناسب مع مجتمع يعاني الفقر والخدمات الصحية الأساسية والتعليم.
كما أنه يعتمد على تمثيليات هندية ومسلسلات تركية وإعادة لبرامج وعروض أميريكية مثل مسلسل 24 ،كما قدم أول تمثيلية أفغانية بعنوان الوزارة بالإضافة إلى برنامج المسابقات الغنائي أفغان ستار على طريقة ستار أكاديمي. أما برامجه الاخبارية فهي تنتقد الحكومة وجماعات المقاومة معا.