إذاعة "الزيتونة" التونسية في اعتصام مفتوح، من اليوم الإثنين 4 شباط/فبراير، مطالبين بإقالة المدير العام، وتأميم الإذاعة، التي كانت ملكا لصهر الرئيس المخلوع صخر الماطري، قبل اندلاع الثورة التونسية.
وقد قرر قاضي التحقيق التونسي منع الحوار المسجل لـ"أبو عياض"، والمقرر بثه من خلال برنامج "ميدي شو"، على إذاعة "موزاييك" التونسية الخاصة، وذلك على خلفية عدم اكتمال تحقيقات قضائية فتحت في حق سيف الله بن حسين، المكنى بـ"أبو عياض" القيادي في تنظيم "أنصار الشريعة".
وأشار مقدم البرنامج  نوفل اﻟﻮرﺗﺎﻧﻲ إلى أن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺘﺤﻘﯿﻖ قد وجه ﻣﺮاﺳﻠﺔ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ اﻟﻔﺎﻛﺲ إلى الإذاعة، أوﺿﺢ  من خلالها أن "أﺑﻮ ﻋﯿﺎض" ﻣﺤﻞ ﺗﺘﺒﻊ قضائي، ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯿﺔ ﻗﻀﺎﯾﺎ عدة، أھﻤﮭﺎ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺲ ﺑﺸﺮﯾﺔ.
وجاء في نص رسالة قاضي التحقيق الأول في المكتب الثالث في المحكمة الابتدائية التونسية أن المدعو "أبو عياض" محل تتبع قضائي، بتهمة قتل نفس بشرية، و ارتكاب مؤامرة ضد أمن الدولة الداخلي والخارجي، إلى جانب تهمة الانخراط في تنظيم "إرهابي"، وانتداب أشخاص قصد تدريبهم وإدراجهم في صلب التنظيم.
كما قرر  قاضي التحقيق حجز الشريط المسجل مع الزعيم السلفي "أبو عياض"، للمحافظة على سلامة التحقيقات، وحماية الأمن العام للدولة، حسب مع جاء في نص الرسالة، مما دفع إذاعة "موزاييك" للطعن ضد القرار لدى قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائيّة التونسية.
وعلى صعيد أخر، أصدر العاملون في إذاعة "الزيتونة" التونسية بيانًا، أكدوا من خلاله أنهم لن يتراجعوا عن قرار الإضراب المفتوح، الذي بدأوا تنفيذه الإثنين، قبل تحقيق جميع  مطالبهم، وفى مقدمتها استقالة المدير رشيد الطباخ، وتأميم الإذاعة، مؤكدين أنهم اتخذوا قرارهم بعد إستنفاذ كل سبل الحوار مع الإدارة.
واستنكر العاملون في إذاعة "الزيتونة" في بيانهم عدم تطبيق الأتفاقية الموقعة منذ 6 أشهر بين النقابة العامة للثقافة والإعلام ومدير الإذاعة، كما نددوا  بطرد 4 موظفين طردًا تعسفيًا، إلى جانب إغراء البعض الأخر بالمناصب والزيادات في الأجور من قبل المدير، قصد استمالتهم إلى صفه، كما أدان البيان تدخل المدير العام للإذاعة رشيد طباخ  في الخط التحريري، مما أفقدها مصداقيتها لدى المستمعين، حسب ما ورد في نص البيان.
وقد أكدت مصادر مقربة من المدير الحالي لإذاعة "الزيتونة" أن هذا التحرك الاحتجاجي جاء للانقلاب على المدير وطرده، بعد أن اكتشف ملفات فساد مالي وإداري ضد المدير السابق للإذاعة، وبعض الموظفين المقربين منه، مهددًا بإحالتها إلى القضاء، في حين أشار رشيد طباخ إلى أن من تم طردهم لا يتمتعون بالكفاءة، ولا يملكون أي شهادة علمية.
وتعد إذاعة "الزيتونة للقران الكريم" أول إذاعة دينية في تونس، كانت من بين أملاك  صهر الرئيس السابق محمد صخر الماطري، الذي تم ترحيله أخيرًا من قطر، وهو أحد المطلوبين في تونس بتهم فساد واستغلال نفوذ.
 وقد عينت الدولة التونسية عددًا من المتصرفين القضائيين على رأس الإذاعة بعد الثورة، بعد أن صادرت أملاك الرئيس المخلوع وعائلته، إلا أن الموظفين يطالبون بتأميمها قانونيًا.
وكان العاملون في إذاعة "الزيتونة" قد نفذوا إضرابًا مماثلاً ضد المديرة السابقة إقبال الغربي، التي جاءت بعد محمد مشفر على رأس الإذاعة، مما أدى إلى استبدالها برشيد طباخ في شباط/ فبراير 2012، وهو أستاذ جامعي مختص في العلوم الشرعية والإسلامية في جامعة الزيتونة.