مأساة الأطفال العراقيين

بلغت أعداد النازحين من المدينة القديمة في الجانب الأيمن من الموصل في ثلاثة أيام نحو 10 آلاف نازح، بينما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في العراق، إن أطفال العراق يشهدون رعبا هائلا لا يمكن وصفه، بسبب عناصر التنظيم المتطرف "داعش".

وبمشهد اختلطت فيه الدموع بأشباح الذكريات الحزينة والأسابيع المؤلمة، يروي الطفل العراقي محمد موفق قصة هروبه من بطش "داعش" في حي التنك غربي الموصل والأشهر الثلاثة التي قضاها وحيدا بعيدا عن عائلته.

وتقول والدة موفق التي اجتمعت به بعد الأشهر الثلاثة، إنها لم تكن تعرف هل لقي مصرعه أم أنه كان على قيد الحياة، وتضيف أنها لمّا رأت ابنها "عادت إلى الحياة من جديد".
ويقول ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في العراق بيتر هوكينز "في جميع أنحاء العراق، لا يزال الأطفال يشهدون رعبا هائلا وعنفا لا يمكن وصفه. فقد تم قتلهم، وإصابتهم، واختطافهم وإرغامهم على استخدام السلاح والقتل في واحدة من أكثر الحروب ضراوة في التاريخ الحديث".

وحسب الموقع الرسمي لليونيسف، يستهدف الأطفال في غرب الموصل ويقتلون عمدا لمعاقبة الأسر ومنعهم من الفرار من العنف، مشيرة إلى أرقام عن مأساة الأطفال العراقيين منذ 2014.وقالت "اليونسيف" إن "1075 طفلا، 152 منهم قتلوا خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2017"، مبينة أن "1130 طفلا، 255 منهم أصيب وتشوه خلال الأشهر الستة الأولى من 2017"، وأشارت إلى "انفصال أكثر من 4650 طفلا عن ذويهم أو أصبحوا غير مصحوبين بأسرهم"، مبينة أن "138 هجوما وقع على المدارس و58 هجوما على المستشفيات".
وكشفت أن "أكثر من ثلاثة ملايين طفل لا يرتادون المدارس بانتظام، بينما 1.2 مليون طفل هم خارج المدرسة، وهناك طفل واحد من بين كل أربعة أطفال يعيش في أسرة فقيرة".
وأبزرت "اليونسيف" أن "أكثر من 5 ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة".

وفي سياق متصل، قال مدير دائرة الهجرة في نينوى خالد الجبوري، في تصريحات صحافية إن "أعداد النازحين ارتفعت في ثلاثة أيام حتى اليوم لتصل إلى نحو 10 آلاف نازح من المدينة القديمة".

وأضاف الجبوري أن "النازحين من المدينة القديمة يبدون الأكثر معاناة من كل النازحين من مناطق الموصل سابقا إذ إنهم كانوا محاصرين لأكثر فترة زمنية وسط منطقة ضيقة وتحت النيران"، وتابع أن "الوزارة تقدم كل ما تستطيع إلى جانب الجهود الإنسانية الأخرى الداعمة للنازحين الجدد".​