مياه نهر الوند

 بغداد ـ نجلاء الطائي طالبت إدارة خانقين في محافظة ديالي، الثلاثاء، الحكومة الاتحادية بالتدخل لحث إيران على عدم الاستمرار بقطع مياه نهر الوند الذي يشكل شريان الحياة للقضاء، منوهة إلى قطعها المستمر لمياه النهر منذ موسم الشتاء الماضي، مسببا تضرر أكثر من 40% من بساتينها. وقال رئيس المجلس البلدي للقضاء، سمير محمد نور لـ"العرب اليوم " إن الخزان المائي في سد الوند الذي تم إنجازه أخيرًا، لا يؤمن سوى 25% من الحاجة الفعلية من المياه، للقضاء ما ينذر بانعكاسات سلبية على القطاع الزراعي، مطالبًا الحكومة بالتدخل لحث الجانب إيران على عدم قطع مياه نهر الوند لاسيما في فصل الصيف.
وأوضح أن الإطلاقات المائية المتأتية من الجانب الإيراني تتم في موسم الشتاء لغزارة الأمطار وعدم تمكنه من استيعاب مياه الأمطار والسيول في موسم الشتاء.
وأضاف نور أن نهر الوند يوفر لقضاء خانقين والمناطق القريبة له مياه السقي لأكثر من 50 ألف دونما من أراضي الزراعية، إضافة إلى1200دونم من البساتين الزراعية مع تامين المياه الخام لمحطات ومجمعات تصفية مياه الشرب.
وأوضح نور أن نهر الوند يعد من الأنهر المشتركة مع إيران ويبلغ طوله 152كيلومترًا، يقع 63 كيلومترًا منها، داخل الأراضي العراقية، مؤكدًا أن للعراق حقا قانونيا ضمن المواثيق الدولية في الأنهر المشتركة مع دول الجوار ومنها إيران.
وأكدت وزارة الموارد المائية في آب/ أغسطس2012 أن إيران تستغل نهر الوند بشكل يضر بالأراضي العراقية، مؤكدة أنها أقامت عددًا من المشاريع على النهر، مما أثر على العائدات المائية، فيما أشارت إلى أنها تدرس استقدام شركات أجنبية متخصصة للتخطيط في إدارة الموارد المائية. وينبع نهر الوند من الأراضي الإيرانية ويدخل العراق جنوب شرق مدينة خانقين ويتجه شمالًا شاطرًا المدينة إلى شطرين قبل أن يلتقي بنهر ديالي شمال مدينة جلولاء ويعد شريان الحياة لمدينة خانقين بوصفه المصدر الرئيس والحيوي للأنشطة الزراعية كافة وتنبسط على طول ضفتيه الأراضي الزراعية المشهورة بزراعة الشلب والرقي والبطيخ والخضروات الأخرى والبساتين الغنية بأشجار الحمضيات والنخيل وبقية أنواع الفواكه
ويعاني نهر الوند من انخفاض مناسيبه لاسيما في فصل الصيف بسبب تحكم الجانب الإيراني به الأمر الذي يهدد الواقع الزراعي والاقتصادي والاجتماعي في قضاء خانقين بالخطر، وفي حين كانت مناسيب النهر في ثمانينيات القرن الماضي عالية وتصل في موسم الفيضان إلى 10 أمتار مكعبة في الثانية تراجعت حاليًا إلى أقل من 3متر مكعب في الثانية حاليا وتبلغ سعته لخزن المياه من 35 مليون متر مكعب إلى 38 مترًا مكعبًا.
يذكر أن أزمة الجفاف تفاقمت في جميع المحافظات العراقية خلال الأعوام الماضية، بسبب قلة سقوط الأمطار وسوء استعمال مياه السقي وانخفاض مناسيب مياه دجلة والفرات اللذين يعانيان أصلًا من انخفاض حصصهما في العراق بنسبة بلغت الثلثين على مدى الـ25 عامًا الماضية.