مشكلة "التصحُّر"

أشاد مندوب الكويت الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الـ "فاو"، المهندس يوسف جحيل، بتجربة الإمارات الناجحة في التعامل مع ظاهرة التصحر خلال العقود الأخيرة من خلال غرسها حوالي 130 مليون شجرة و22 مليون شجرة نخيل، تشكل 20 في المائة من إجمالي النخيل في العالم، مشيرًا إلى أن الإمارات حوَّلت مساحات صحراوية واسعة إلى أراض خضراء، ما أسهم في انتشار الأراضي الخضراء والحدائق والمحميات الطبيعية.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" عن رئيس مجموعة الشرق الأدنى في المنظمة المهندس جحيل، خلال محاضرة ألقاها الليلة قبل الماضية في روما، على هامش ندوة دولية نظمتها الـ "فاو"، بالتعاون مع منظمة "الآلية العالمية لمكافحة التصحر" لمناسبة اليوم العالمي للتصحر، تأكيده على أهمية العنصر البشري والوعي البيئي في مكافحة التصحر، داعيًا إلى تضافر الجهود لمواجهته على المستويات كافة.
وأوضح خلال الندوة التي عُقدت تحت عنوان "التحديات والمنجزات في بعض بلدان الشرق الأدنى لمكافحة التصحر"، أن التصحر والجفاف مظهران رئيسيان لمشكلة واحدة في معظم بلدان الشرق الأدنى، حيث ينتشر في 150 بلدًا ويُهدد 68 في المائة من المساحة الكلية للبلدان العربية في الإقليم فقط، إضافة إلى 287 مليون هكتار أي حوالي 20 في المائة أخرى من هذه المساحة.
وأعلن أن قسوة الظروف البيئية ومنها الجفاف، إضافة إلى تدهو الموارد الطبيعية جراء ضغط الإنسان على تلك الموارد، ما هي إلا أبرز التحديات التي تواجه معظم أو كل بلدان إقليم الشرق الأدنى، في الوقت الذي تشير فيه تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه مع حلول العام 2020 سيهاجر حوالي 60 مليون نسمة من المناطق المتحضرة من أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى إلى شمال أفريقيا وحتى أوروبا.
ولَفَت إلى تعدُّد أوجه التدهور الفعليّ للبيئة في مختلف بلدان الشرق الأدنى، حيث تتفاوت المساحات المتصحرة أو المهددة بالتصحر من بلد إلى آخر، وهو ما يتطلب حزمة من الإجراءات الوقائية للسيطرة أو الحد من تدهور الأراضي وتقليل نسبة الجفاف إلى أدنى حد ممكن وفقا للموارد والقدرات المتاحة لبلدان الإقليم.
وأكّد رئيس مجموعة الشرق الأدنى في الـ "فاو" أن الحد من هذه الظاهرة المزمنة في بلداننا ومعالجتها يستلزم بالدرجة الأولى التخفيف من آثارها المدمرة من تعرية التربة وزحف الرمال، زيادة على تنمية القوى البشرية وزيادة كفاءتها العلمية ومهاراتها الفنية وتعزيز الوعي البيئي.