نجم "العيوق"

تشهد سماء مدينة الدمام الأربعاء نجم "العيوق" الذي يُرى بالعين المجردة منخفضا وساطعا في وضوح عند الأفق الشمالي الشرقي إلى أعلى يمين موقع غروب الشمس.
ويتلألأ في اللونين الأحمر والأخضر ثم يتغير إلى اللون الذهبي بعدما يرتفع إلى الأعلى، ويتكون "العيوق" في حقيقته من نجمين لهما درجة حرارة السطح ذاتها، وهما أكبر وألمع من الشمس، وتميزه بهذه الألوان لا علاقة لها بمصدر النجم، الذي يصنف في المرتبة السادسة كما يشاهد من سماء الأرض.
وتتكرر الظاهرة حتى نهاية هذا الأسبوع في التوقيت السنوي بوجود "العيوق" ونجم الشعرى اليمانية، فيما يومض السماك الرامح بألوان مختلفة للسبب ذاته المتعلق بالشعرى اليمانية و"العيوق"، ويكون للانخفاض تأثير في عملية رصد النجوم الثلاثة وتشاهد من خلال طبقة كثيفة من الغلاف الجوي، على العكس عندما تكون مرتفعة عاليا في السماء، حيث يكسر الغلاف الجوي ويفصل الضوء بما يجعلها تتميز بالألوان المتعددة.
ويستمر ظهور العيوق في سماء المملكة حتى نهاية الخريف، وكبقية النجوم يسطع من خلال الغلاف الجوي للأرض قبل أن يصل ضوؤه إلى أعيننا، كواحد من ألمع نجوم النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويتفوق ضوؤه على الشمس بمقدار 105 مرات، ويكبر قطرها 11 مرة، أي أن حجمه يكبر الشمس بمقدار 1200 مرة، وبالمثل فإن نجم الشعرى اليمانية من نجوم الدرجة الأولى، وهو أكثر نجوم السماء لمعانا، ويمكن لسكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية مشاهدته حاليا حيث يبدو للناظر وكأنه يبعث ألوانا متعاقبة تصدر عن وميضه.
ويظهر نجم السماك الرامح مساء الأربعاء، ويعرف بـ "حارس السماء"، وهو أكبر من الشمس بـ 26 مرة، ويبدو نقطة ضوئية في سماء الأرض، بسبب المسافة التي تفصلنا عنه البالغة 37 سنة ضوئية، وهذا النجم واحد من ثلاثة نجوم يمكن ملاحظة أنها تتلألأ بألوان متعددة وهو المعتاد في هذا الوقت سنويا بعد حلول ظلمة الليل، ويستمر ظهور السماك الرامح طيلة ليالي تشرين الأول/أكتوبر، حيث يلاحظ أن النجم يبدأ في الانخفاض مع مرور الأيام، ولا تزال الفرصة ممكنة أيضا لمشاهدة كوكبي المريخ وزحل ونجم قلب العقرب في الأفق الجنوبي الغربي من السماء بعد حلول ظلمة الليل.